نشرت صحيفة المصري اليوم أمس مقالا صغير الحجم كبير الإفادة والإحالات الجميلة ، فقد كتبت منى محمد إبراهيم حبيشى من الإسكندرية المقال . هنا النص : قال الأستاذ للتلميذ... قف وأعرب يا ولدى: (عشق المسلم أرض فلسطين).. وقف الطالب وقال: (عشق) فعل صادق مبنى على أمل يحدوه إيمان واثق بالعودة الحتمية... و(المسلم) فاعل عاجز عن أن يخطو أي خطوة فى طريق تحقيق الأمل، وصمته هو أعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها... (أرض) مفعول به مغصوب وعلامة غصبه أنهار الدم وأشلاء الضحايا وأرتال القتلى، و.. و... وستون عاماً من المعاناة!.. (فلسطين) مضافة إلى أرض مجرورة بما ذكرت من إعراب أرض سابقاً. قال المدرس: يا ولدى مالك غيرت فنون النحو وقانون اللغة؟.. يا ولدى إليك محاولة أخرى!! (صحت الأمة من غفلتها) أعرب.. قال التلميذ. (صحت) فعل ماض ولى... على أمل أن يعود، والتاء: تاء التأنيث فى أمة لا تكاد ترى فيها الرجال... (الأمة) فاعل هده طول السبات حتى إن الناظر إليه يشك بأنه لا يزال على قيد الحياة، (من) حرف جر لغفلة حجبت سحبها شعاع الصحوة...(غفلتها): اسم عجز حرف جر الأمة عن أن يجر غيره، و(الهاء) ضمير ميت متصل بالأمة التى هانت عليها الغفلة، مبنى على المذلة التى ليس لها من دون الله كاشفة!! قال المدرس: مالك يا ولدى نسيت اللغة وحرفت معاني التبيان؟ قال التلميذ: لا يا أستاذى... لم أنس... لكنها أمتي:... نسيت عز الإيمان، وهجرت هدى القرآن، صمتت باسم السلم، وعاهدت بالاستسلام، دفنت رأسها فى قبر الغرب، وخانت عهد الفرقان، معذرة حقاً أستاذى، فسؤالك حرك أشجاني، ألهب وجدانى، معذرة يا أستاذى.. فسؤالك نارٌ تبعث أحزانى، وتهد كياني، وتحطم صمتي، مع رغبتي فى حفظ لساني، عفواً أستاذي.. نطق فؤادي قبل لسانى.. عفواً يا أستاذى!!