تركز التشكيلية سيما آل عبدالحي على التناقضات في معرضها الشخصي الثاني «ضريح الألوان»، الذي افتتح مساء أمس الأول (الأربعاء) في الخبر. وتناقش آل عبدالحي في لوحاتها ال 102، تناقضات وأضداد متعددة، متناولة الحرب والسلم، الجنون والعقل، الإخلاص والخيانة، الجزع والصبر، البداية والنهاية، الجمال والقبح، الكفر والإيمان، والدنيا والآخرة، وغير ذلك من مفردات متضادة. وتتناول الأعمال المعروضة حكاية خلق الله لآدم وحواء، وانتقالهما إلى الأرض، موظفة القصة في عدد من اللوحات. تقول آل عبدالحي ل «الشرق» إن فكرة المعرض أو أساسه في النهاية وليس في البداية، مؤكدة أن أشياء كثيرة دفعتها لإقامة المعرض، «هناك خير وشر ومعروفان لدى الناس، وهناك أناس يمشون في الخير ولا يبالون أن يستخدموا الشر لسبب معين، الظروف أحياناً تدفعهم لذلك، وفي الوقت نفسه يرسل الله أحياناً أناسا لمساعدة هؤلاء الناس، إلا أن بعضهم يترفعون، أو تأخذهم العزة لتجاهل مساعدة أقرب الناس إليهم». وتوضح أنها استخدمت المتناقضات كأداة يمكن أن تلفت انتباه الناس للأشياء التي تود قولها. وتعترض آل عبدالحي على عدة أفعال تحدث في الدنيا، مؤكدة «أننا (بني آدم) بحاجة إلى أن نفتح أعيننا للحظة واحدة لنكون في المكان الصحيح». وحول عنوان المعرض، تؤكد أنها كانت تتمنى هذا العنوان لمعرضها الشخصي منذ عام 2009 عندما كانت تحضر لمعرضها المشترك مع الفنانة ليلى مال الله. وتقول: «خلقنا من التراب نفسه وسنعود لهذا التراب الذي يترفع عنه الناس أحياناً»، مشيرة إلى القبر المستطيل الذي سيدخل فيه جميع الناس» والدنيا مليئة بالألوان وكل إنسان يختار اللون الذي سيبني فيه حياته، والقبر سيأخذ الدنيا بالألوان التي فيها». ولا ترى آل عبد الحي في عنوانها أي كآبة، مضيفة «أتتني تعليقات عليه كأن يكون عودة للحزن، لكني وجدته حالة فرحة وأمل، وكلمة ضريح قد تكون مقدسة» مؤكدة أن الأمر يعتمد على سلبية أو إيجابية الناس. وتستخدم آل عبدالحي تقنيات مثل طباعة ال»ميديا» وال»سكرين»، وطباعة الكلمات. كما استخدمت الخط، «استخدمت آيات قرآنية في معرضي الثنائي، واعترض بعض الخطاطين على ذلك، معتبرين استخدام (خطوط) الكمبيوتر إساءة للخط، فقررت تعلم الخط، لكني لم أصل للمرحلة التي أستطيع أكتب بها كتابة خالصة، استخدمت (خطوط) الكمبيوتر هذه المرة، وأتمنى ألا يعترض أحد عليّ». وكان يفترض أن تعرض هذه اللوحات في كندا، إلا أن الأمور لم تكن كما كان مخططا لها، غير أن أختها، المقيمة هناك، ساعدتها في إقامة معرض مصغر غير رسمي، مكون من أربعين لوحة من المعرض. يذكر أن الفنانة سيما آل عبدالحي (31 عاماً) أقامت معرضها الشخصي الأول «من فوق الأرفف» عام 2009 على صالة نادي الفنون في القطيف، وأقيم في محطة ثانية إلى «أتيليه جدة»، وشاركت في معرض ثنائي بعنوان «خربشات روح» عام 2009، كما شاركت في معرض رباعي في الخبر عام 2010م. المعرض ضم 102 لوحة (تصوير: حمدان الدوسري)