افتتحت صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز حرم أمير المنطقة الشرقية، معرض (خربشات الروح) للفنانتين السعوديتين سيما آل عبد الحي وليلى مال الله في صالة نادي الفنون بالقطيف وسط حضور نسائي وثقافي عام. وتأتي تجربة (خربشات الروح) على مستوى التقنية البصرية المتبعة، في سياق الحركة النسوية الفنية الجديدة، لفن الرسوم الطباعية (الجرافيك) وتحديداً عبر اعتماد تقنية الطبع بالشاشة الحريرية، وخاصة بعد إقامة معرض (قواسم) في نادي الفنون أخيراً بمشاركة مجموعة فنانات إلى جانب الفنان المصري أحمد إمام؛ إلا أن فرادة تجربة (خربشات الروح) لا تعتبر تتمة لمعرض (قواسم) وإن كانت في نفس سياق الحراك (الجرافيكي). فمن خلال المعرض الجديد استطاعت سيما آل عبد الحي أن تقدم رؤية فنية جديدة متصالحة مع العصر، عبر معادلة لونية مختلفة عن تلك المعادلات اللونية المتبعة في الفن التشكيلي السائد، ربما لأن لصاحبة معرض (على الأرفف) مقترحها الجمالي الخاص كونها القادمة أصلاً من عالم الديكور والتصميم والألوان البيتوتية الحديثة. فنحن إذن أمام تجربة سيما نجد أنفسنا إزاء كيمياء لونٍ لا يشعر معه المتلقي بالتنافر أو الهوة بين خيارات الفن الغريبة من جهة وبين ألوان الحياة أو العصر من جهة أخرى.. ففي ألوان (سيما) نلاحظ نزعة نحو ال"fashion"، مستلهمة من صيحات الموضة وتلك الألوان الجديدة والدراجة حديثاً، كاسرة بذلك جدار الاغتراب بين المتلقي والعمل الفني الجمالي. والمفارقة-المعانقة هنا تكمن في أعمال سيما أن المتلقي بقدر ما يشعر بالمعاصرة والحداثة، يشعر أيضاً بدفق وعراقة التاريخ والموروث الجمالي الشرقي عبر الخط العربي والفارسي والألوان "الكهفية" المعمارية الداكنة والنقوش المشرقية العتيقة. أما على مستوى التقنية فقد استعملت سيما مجدداً تقنية الرسم بالشاشة من أعمال ليلى مال الله الواقعية الحريرية مازجة الجرافيك الحديث مع اعمال الكولاج والخطوط والتكوينات المبتكرة في جهد مضاعف عبر الاشتغال الدقيق على تجسيد أعمال تحتفظ هويتها الخاصة لسيما آل عبدالحي. أما ليلى مال الله فقد قدمت (الجرافيك) في تجربة جديدة أيضاً ترى أنها مرحلة يجب أن يخوضها الفنان وأن لا يقف عند أي تجربة واحدة، وإنما عليه أن يجرب مراراً حتى يصل إلى الصيغة الجمالية الأقرب. مقدمة أعمال الجرافيك المستوحى من الموروث الجمالي الإسلامي فيما يخص أشكال وتراكيب الخط الكوفي إلى جانب عرض أعمال واقعية مستلهمة من البيئة التراثية في القطيف. وعلى المستوى النقدي علق الفنان التشكيلي السعودي إبراهيم بن عمر على مسالة الأسلوب المبتكر في إدخال الكولاج ضمن العمل الجرافيكي مشيدا بجرأة سيما في تقديم الكولاج (ورق جريدة مطبوع في «سيما» في اليوم الثاني من المعرض الأساس) بجوار (الجرافيك وهو رسم مطبوع أيضاً) مما خلق حالة فنية متقدمة، حسب بن عمر الذي يشير قائلاً: "فإذا افترضنا أن أحداً لم يسبقها لهذا الأمر فإن هذا يعد عملاً جريئاً بلا شك". مؤكداً على توفر الوعي الفني العالي عند سيما إضافة إلى وجود ما اسماه بن عمر (الألوان الشبابية) مشيرا إلى أن التشكيليين لا يفضلون كثيرا الألوان الفاقعة إلا أن سيما قدمت أعمالا فنية حققت شرط الهارمونية بين التكوين واللون الحديث.