ابتكرت الفنانتان التشكيليتان سيما عبدالحي وليلى مال الله، في معرضهما المشترك «خربشات الروح»، عالمين متناقضين، بين الرمزية المغرقة في لغزها، وبين الواقعية المقاربة من دون صعوبة لفهم المتلقي. وانقسمت صالة «مركز الخدمة الاجتماعية» في محافظة القطيف، التي احتضنت أيام المعرض المشترك عشرة أيام، إلى «فسطاطين»، يحكي كل منهما تجربة لا تنتمي إلى الأخرى. وانتحت الفنانة سيما عبدالحي جانب الرمزية المغرقة في «الألغاز»، بحسب تعبيرها، موضحة أن «تداخل الألوان تعبير، ربما يكون مقصوداً أو غير مجرد مزج بينها، المهم فيها أنها تخبر عن إحساس داخلي»، إلا أن هذا الإحساس ممتنع كشفه أمام المتلقين «غير مفهوم وبخاصة للمقربين»، إلا «في حال كانوا على معرفة شخصية أو جزء منها، في اللوحات أشياء يمكنها الكشف عن ذلك»، موضحة أن «الغموض في اللوحات سبيل للتعمق في كشف معناها، ولو لم أرغب في ذلك، لاستخدمت لغة الكلام وليس الألوان». واستثمرت سيما عبدالحي الخط العربي إضافة إلى زخارف إسلامية وفارسية قديمة، وتوضح: «كان هاجسي فكرة استخدام زخرفة وتحويرها إلى أشكال تعطي دلالة رمزية، وبخاصة في تحريكها وتكرارها»، كما استفادت من تقنية الجرافيك في عدد من لوحاتها ال 85 إضافة إلى مجسمات تتوسط الصالة. وخرجت فكرة إقامة المعرض الثنائي من رحم معرض جماعي، إلا أن الظروف حالت دون إقامته، ما دعا الفنانتين إلى الاقتصار على تجربتيهما، وتنوعت المعروضات بين لوحات تحمل تقنيات الجرافيك، التي قدمتها سيما عبدالحي، والأخرى الواقعية، قدمتها ليلى مال الله. وتذكر ليلى مال الله أن «الجمع بين النقيضين، بين الواقعي البسيط والرمزي، خلق جمالية في المعرض». وقدمت تجربتين في مشاركتها ضمت 45 لوحة تشكيلية. وكانت التجربة الأولى واقعية، وبخاصة «أنني فنانة واقعية، وتأخذ أعمالي جانباً كبيراً من البيئة المحلية»، وترى أن «اللوحات تشرح ذاتها للمتلقي»، مضيفة أن «لكل فنان بصمة وأسلوباً يعطي الفرق بين الفنانين الآخرين»، كما أن «لوحاتي ليست موجهة إلى فئة محددة، وإنما مفتوحة أمام الجميع بمختلف أعمارهم وأذواقهم». وجاءت التجربة الثانية أعمالاً في «الجرافيك»، وتبرر عرضها تجربتين في وقت واحد «لأنه معرضي الأول في المنطقة الشرقية»، وتجد «تجربة الواقعي قريبة مني أكثر من الجرافيك، أشعر بعالم آخر أعيشه معها»، فيما «أعطتني تجربة الجرافيك دافعاً أكثر لخوض غمار التجريب». وتعمل ليلى مال الله اختصاصية تجميل نسائي، وشاركت في معرض «سوق عكاظ 2009» بلوحة وقصيدة، إضافة إلى مشاركات خارجية في المغرب والنروج. فيما أقامت سيما عبدالحي معرضاً شخصياً حمل عنوان «من فوق الأرفف»، عرضت لوحاتها في «الشرقية» ومدينة جدة، كما شاركت في عدد من المعارض الجماعية، بلغت نحو 27 معرضاً.