ليست هذه أول مرة تعرض فيها علاء حجازي أعمالها التشكيلية في الخبر وحسب، وإنما هذه أول زيارة للفنانة التشكيلية السعودية إلى المنطقة الشرقية ككل. وحول سبب التأخر هذا، تعلق قائلة، مازحةً: "أنا حق برى.. باريس..الخ". وتضيف عن تأخر المشاركة: "حسنا حتى لو تأخرت ولكن دعني أشعر أنني قادمة للعرض والمشاركة وأنا بكامل قوتي". علا التي جاءت افتتاح المعرض الرباعي (حرف ولون) والذي تشارك فيه بقاعة تراث الصحراء في الخبر، أشارت إلى أنها وإن لم تعرض بشكل منفرد (معرض شخصي) إلا أنها تشارك ب"23" عملاً تشكيليا - زيتيا ً- وهو عدد ليس بقليل مقارنة مع كثير من المعارض الشخصية التي تقيم في أوربا وبيروت ولا تتجاوز اللوحات فيها ال"15" لوحة، وفق ما تنبهنا حجازي. وإلى جوار علا يشارك الفنانون فهد الخليف وبشار الشواف وزمان الجاسم الذي يقف وراء إقامة المعرض الذي يقدم أربعة رؤى فنية لعناق اللون بالحروف العربية في كل تجلياتها التعبيرية والجمالية. رهان اللون كان حاضرا في معرض (حرف ولون)؛ فمن ألوان علا حجازي المبتهجة والمحبة للحياة بكل جنونها وعبثيتها الجملية، مرورا إلى فهد خليف حيث القرب من الطبيعة (الجنوبية) بتمازج الألوان المتدرجة وصولا إلى الأجواء الداكنة عند بشار الشواف وأخيرا اللون الأبيض وحضوره الملح عند زمان الجاسم. أما على المستوى الحروف التي وإن يشترك الجميع في "رسم" أعمالهم بها؛ إلا أن كل فنان اختار الأسلوب التعبير الخاص به. هكذا نستقبل "خربشات" علاء حجازي العفوية والبسيطة وهي تعبر في أحد أجمل لوحاتها الجديدة عن الممل الطفولي المدرسي من طول الحصة، ناقشة حروف وأسماء على سطح الطاولة المدرسية (اللوحة). التأثير الثقافي والتراثي، نجده جليا عن فهد الخليف والذي يسلتهم خطوطه من حرفيي بيئته الجنوبية، هناك حيث كان صناع الأبواب الخشبية ينقشون الحروف على الأبواب الملونة وحول هذه التجربة يشير فهد خليف، قائلا: " استلهمت أعمالي في هذه التجربة من الموروث الشعبي لمنطقة الباحة وتحديدا مدينة بالجرشي ذات الطقس البارد والممطر". مضيفا: "أن أهل بلدتي تحديدا، هم فنانو نقوش شعبية على الأبواب والنوافذ الخشبية والتي استلهمت منها فكرة الخط والحروف التي أعدت إخراجها من حالة الجمود التي تتكرر كل مرة (الحفر على الخشب) إلى إخراج لوني وحرية في المساحات وأشكال الزخارف. أما عن إضافة الحرف العربي إلى اللوحة، يعلق فهد خليف: "لاشك أنه قيمةً ما، تضاف إلى اللوحة إما على مستوى الهوية (العروبة) أو موسيقى العمل، عندما تستمتع باللوحة. علا حجازي ولوحة خربشات الممل المدرسي أما بشار الشواف الذي تبدو لوحاته أقرب إلى (طباعة الجرافيك)، يوضح بداية أن معظم أعماله المشاركة هي "اكليرك على ورق؛ مشيرا فيما يخص الخطوط والحروف البارزة على لوحاته، قائلا: "حاولت الخروج من الثيمة الحروفية والخطية المستخدمة في أغلب لوحات الفنانين حيث يستعملون خط الثلث ذو العراقة والفخامة" مضيفا: "لجأت في أعمالي إلى محاولة ابتكار رسم مغاير للحرف داخل اللوحة وإلى إعادة النظر في المنحنيات والنقطة التي هي أساس الإشارة إلى النظام". من أعمال علا حجازي وحول تنسيق وعرض اللوحات، يمكن أن نشير إلى الفنان زمان الجاسم، أبدا لم يكن موفقا في تنسيق المعرض وطريقة عرض واختيار أماكن اللوحات. إذ أن كثيرا من اللوحات ظلمت وهي توضع في الممر أو وراء حاجز بالكاد يلتف إليه الزائرون. هكذا هو الحال مع جزء من أعمال بشار الشواف وعلا حجازي، ربما لو قلل منظم المعرض (زمان) عدد لوحات المشاركين لكان أفضل في المشاهدة الأعمال المعروضة. هكذا إذن، ثمة جو عام يربط الأعمال جميعا حيث حضور اللون والحرف، إلا أن لك فنان مسحته الفنية والروحية والإبداعية التي ميزت معرض (حرف ولون) والذي أمتع جمهور الفن التشكيلي بالشرقية لتجارب تعرض لأول مرة.. كتجربة الفنانة علا حجازي. يذكر أن فعاليات المعرض ستستمر حتى الاربعاء المقبل. من أعمال فهد الخليف