أعلن الشيخ محمد الفيزازي (أحد أبرز شيوخ ما يسمى بالسلفية الجهادية في المغرب)، تضامنه مع الشيخ محمد عبدالوهاب الرفيقي (أبوحفص)، الذي سحب المشروعية عن رفع «الرايات السود»، التي يتخذها تنظيم القاعدة شعاراً له ورفعها المتظاهرون في عديد من الدول العربية مؤخراً، خلال مسيرات وتظاهرات احتجاجية ضد الفيلم المسيء للإسلام. ودخل الفيزازي، الذي يعدّ من منظري التيار السلفي، على خط النقاش المستفيض حول الظاهرة، معلناً وقوفه إلى جوار رفيق نضاله (أبوحفص)، الذي يتعرض لهجمات وتهديدات، من طرف منتمين للتيار السلفي، حيث تم نعت أبوحفص بأقبح الأوصاف، وعدّه عدد من السلفيين الجهاديين متراجعاً عن الأفكار التي بوأته مكانته لدى أتباع السلفية. وقال الفيزازي، الذي استفاد من عفو ملكي بعدما كان محكوماً عليه بثلاثين سنة سجناً نافذاً على خلفية تفجيرات الدارالبيضاء عام 2003، «على فرض أن الرايات السود من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، هل كان عليه الصلاة والسلام يرفع هذه الرايات في أيام السلم أم في أيام الحرب؟ فإذا كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يرفعها في أيام السلم فعلى القائل بذلك الدليل، وإذا كان يرفعها صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أيام الحرب فإخوتنا يرفعون هذا في أيام السلم، وفي شوارع المسلمين، ثم لماذا لا يأخذون سيوفهم وأسلحتهم مثل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حينما يكون محارباً؟ ولماذا لا يلبسون لامتهم ودرعهم ويركبون خيلهم؟ وهكذا، أم هي قضية راية ليس إلا؟!». وأضاف الشيخ الفيزازي «يجب التفريق بين محبة الشهادتين المكتوبتين على الراية، وهي محبة يشترك فيها جميع المؤمنين، والظروف السياسية والاجتماعية والإقليمية والدولية التي تفرض نفسها على السياق العام للحراك المجتمعي، هنا نحتاج إلى علماء مرشدين وعقلاء الحركة الإسلامية وأعمدة دعوة التوحيد، وليس إلى حماس منفعل لا يدري أين يسير». وارتفع إيقاع الانتقادات للشيخ محمد عبدالوهاب رفيقي، المعروف باسم (أبوحفص)، إلى هجوم شرس من طرف السلفيين، وصل إلى حد التهديد، بعد الرأي الذي أبداه بخصوص الرايات السود، التي ترمز إلى تنظيم القاعدة، والتي رُفعت في الوقفات الأخيرة لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم. ورغم عدم كشف (أبوحفص)، أحد شيوخ ما يُعرف بتيار السلفية الجهادية، عن طبيعة التهديد الذي تلقاه، إلا أن ما كتبه، في الأيام القليلة الماضية، في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، يُظهر الهجوم القوي الذي يتعرض له المعتقل السابق، مؤكداً أن «من اطمأن لله تعالى فيما يفعل، وخلصت نيته بينه وبين ربه، وهرع إليه عند صوابه وخطئه، واعتمد على رحمته وستره وعطفه، هان أمامه كل أذى البشر، وتهاوت أمام أعينه كل التهديدات التي يتهدده بها بعض من لا خلاق لهم». مضيفاً «لن أخوض في الرد على هؤلاء جميعاً، كل ما أقول: سامحهم الله وغفر لهم، لأني أعلم أن دافع كثير منهم الحماسة لدين الله والانتصار لرايته، لذلك لن ألتفت لما خطته أيديهم من ظلم وافتراء وبهتان، كل ما أعلمه ويعلمه الله عز وجل قبلي وقبلهم، هو أن نيتي في النصح كانت صادقة، فاكتبوا ما تشاؤون من الردود». وكان أبوحفص أكد أنه لا يعلم للرايات السود أي سند شرعي من كتاب أو سنة، سوى إنها كانت رايات بني العباس يبتلون بها المخالفين، حتى كره بعض أئمة السنة لبس السواد والعمامة السوداء، منتقداً رفع المتظاهرين الرايات السوداء والبيضاء، مشيراً إلى أن الأمر لا يقدم أي مصلحة للقضايا التي يحتج من أجلها، بل يعود عليها بالضرر والمفاسد، نظراً لارتباطها بتنظيمات قتالية مسلحة، مؤكداً أن رفع هذه الرايات يؤدي إلى «تمزيق الصف.. في الوقت الذي نحتاج فيه إلى توحيد جهود كل الشرفاء والأحرار حول قضايانا العادلة»، مضيفاً أن الوقت يستدعي «التأصيل الشرعي الملح لكيفية التعامل مع الحراك العربي.. وإلا انحرف عن مساره وضاعت أهدافه ومراميه».