دعا سلفيون “تائبون” وزراء العدالة والتنمية، إلى توخي الحيطة والحذر، خلال تحركاتهم بعدما انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي شرائط تنتقدهم وتتهمهم بخيانة الأمانة، وتتوعدهم بل وتهدد سلامتهم الجسدية، خاصة وأن بعض المتشددين كفروا رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وطالب عدد من هؤلاء السلفيين ممن راجعوا أفكارهم، بنكيران ووزراءه من العدالة والتنمية بتغيير نمط تحركاتهم، مطالبين الدولة بتأمين سلامتهم، خاصة وأنهم لم يغيروا من عاداتهم وظلوا متمسكين بما كانوا عليه قبل استوزارهم، حيث يتجول رئيس الحكومة في شوارع الرباط، من دون حراسة، شأنه في ذلك شأن بقية الوزراء الذين حافظوا على تقاليدهم لترسيخ مبدأ الشعبية التي يحظون بها وسط الشعب الذي حملهم إلى قيادة الحكومة عقب اكتساحهم للانتخابات البرلمانية الأخيرة. وكشفت مصادر “الشرق” عن ارتفاع إيقاع التهديدات الموجهة لبنكيران ووزرائه في الفترة الأخيرة، عبر أشرطة تحمل تهديدات مباشرة، بعدما تم تكفيرهم بداعي ترؤسهم للحكومة ومشاركتهم في تكريس الاستبداد والفساد، وغيرها من الأوصاف المتطرفة. بنكيران بعيد عن شريعة الرحمن شكل آخر شريط لسلفي مغربي مطلوب للسلطات المحلية يدعى فؤاد القاسمي (أبو مروان)، ويقيم في بلجيكا، تكريسا لهذه التحذيرات للوزراء المحسوبين على حزب العدالة والتنمية، حيث أشار إلى أن بنكيران ” بعيد عن شريعة الرحمن، رغم أنه من الحزب الذي يدعي أنه إسلامي، والذي دوخ الكثير من العلمانيين”، ودعا المدعو أبو مروان رئيس الحكومة إلى إعادة فتح ملفات تفجيرات الدارالبيضاء عام 2003، وملف تفجير مطعم أركانة بمراكش، بداعي أن من تم اعتقالهم أبرياء، وتوعد وزراءه بالويل، وهي الإشارة التي فسرت بأنها شفرة لشن اعتداءات عليهم. وفي موضوع ذي صلة دعا شيوخ السلفية الجهادية الذين تم العفو عنهم بأمر ملكي، في ذكرى المولد النبوي الشريف، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى “رفع البلاء عن المعتقلين من أتباعهم”. شيوخ السلفية ينصحون وطالب الشيوخ حسن بن علي الكتاني ومحمد عبد الوهاب رفيقي المعروف بأبي حفص، وعمر بن مسعود الحدوشي، بنكيران في بيان لهم حصلت “الشرق” على نسخة منه، بالتدخل السريع لرفع ما اعتبروه البلاء وذلك بتمكين المعتقلين من العيش المحترم داخل السجن، بكافة الحقوق التي عند السجناء، من زيارة مباشرة وفسحة واتصال بالأهل والأبناء وإدخال للطعام وما إلى ذلك، مؤكدين أن “المندوبية العامة لإدارة السجون تفننت في إذلالهم وتعذيبهم والتضييق عليهم، بعد أن نقلتهم نقلا متعسفا من سجن سلا، وسلبتهم كثيرا من أمتعتهم و كتبهم” وقالوا إن”من أعظم ما ينتظر منكم إنصاف المظلومين و إعادة الأمور لنصابها”. وخاطب شيوخ السلفية الجهادية الثلاثة رئيس الحكومة بالقول “إن الله تعالى قد قلدكم مسؤولية كبيرة إذ اختاركم المغاربة حزبا أول و وضع فيكم ملك البلاد ثقته فأصبحتم رئيسا للوزراء، ونحن نسأل الله لكم التوفيق والسداد، و أن تكونوا عند حسن ظن الناس بكم”. طي ملف السلفية رهن بمدى تحول فكرهم كان وزير العدل والحريات العامة مصطفى الرميد، وهو من حزب العدالة والتنمية، دعا شيوخ السلفية الجهادية خلال استقباله لهم في بيته في الدارالبيضاء، إلى تبني مقاربة تصحيحية، لبقية سجناء مايعرف بالسلفية الجهادية ، للمساعدة على تسوية أوضاعهم والنظر في ملفاتهم، في سياق المصالحة التي يسعى المغرب الرسمي إلى تبنيها، من خلال طي الملف بشكل نهائي. وأكد الرميد الذي كان من أشد المدافعين عن مجموعة من سجناء تيار السلفية الجهادية، حيث ترافع عن الكثير منهم وضمنهم الشيوخ المفرج عنهم، أن طي ملف السلفية، رهين بمدى تحول فكر هؤلاء المسجونين، من تبني لغة العنف والتكفير والتصعيد، في وجه المؤسسات والأشخاص، إلى لغة التوازن، والتعايش مع الآخر بعيدا عن الغلو. وطالب شيوخ التيار، إلى مساعدة القابعين في السجن، من أتباع السلفية الجهادية وعددهم 700 معتقل، لكي يغيروا أفكارهم، مؤكدا بأن مصيرهم رهن بأيدي كل من الفيزازي والكتاني وأبوحفص وعمر الحدوشي. وزراء العدالة والتنمية (الشرق)