نظم المشاركون في المنتدى الاجتماعي المغاربي، بمدينة وجدة الحدودية مع الجزائر، وقفة رمزية على الحدود المغربية الجزائرية، للمطالبة بفتح الحدود بين البلديين، وضمان حرية التنقل والإقامة في الدول المغاربية. ودعا المشاركون، الذين يمثلون منظمات المهاجرين في أوروبا، من نشطاء الجمعيات الحقوقية والعاملين في مجالات الدفاع، والمساندة للمهاجرين جنوب الصحراء، وخبراء دوليين، إلى تجاوز الخلافات الثنائية بين البلدين، وتجاوز كلفة الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يخلفها اغلاق الحدود بين البلدين . وقال المشاركون في المنتدى الاجتماعي المغاربي، في بلاغ حصلت “الشرق” على نسخة منه، إنه يمكن استشراف الغد، انطلاقا من ماضي شعوب المنطقة، التي توحدت ضد الاستعمار من أجل طرده عن أراضيها، زيادة على تعاطيها مع تحركات الهجرة صوب أوروبا، وتمكنها من إقامة هوية موحدة، ومخيال مجتمعي تحرري، موضحين أن كلفة انعدام الوحدة المغاربية على المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تشكل “خسارة كبرى لحاضر ومستقبل شعوب المنطقة”٬ مبرزين أن بناء المغرب العربي “بتعدده الثقافي واللغوي والاجتماعي” يتطلب رؤية شمولية للمستقبل مرتبطة بفضاء ديمقراطي بدون حدود بين البلدان المغاربية ويحترم حقوق الإنسان. وتزامنت الوقفة مع وجود وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني بالجزائر، لتمثيل المغرب في جنازة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، الذي أبدى انفتاحا نسبيا على المغرب والتقى الملك الراحل الحسن الثاني في مناسبات عدة. وتسعى حكومة العدالة والتنمية برئاسة عبد الإله بن كيران إلى تذويب الخلافات الجوهرية بين الطرفين، وإعادة الروح إلى العلاقات الثنائية، حيث بادرت إلى إرسال كبار مسؤوليها إلى الجزائر، قبل أن يقلب بن كيران الطاولة بتصريحاته التي أكدت عمق الخلاف بين الجانبين، حين اكد أن الجزائر مدعوة لرفع يدها عن ملف الصحراء، وإيقاف دعمها لبوليساريو، قبل الحديث عن اي تطبيع. كما جددت الجزائر رفضها فتح الحدود البرية مع المغرب، واعتبرت أن ذلك، ليس مطروحا في الوقت الراهن في أجندتها السياسية، حيث أكد رئيس ديبلوماسيتها مراد مدلسي، أن “قضية إعادة فتح الحدود البرية، قضية مهمة للغاية بدون شك، لكنها غير حاضرة الآن، وهي مرتبطة بتطور العلاقات الذي قد تنتهي يوما بالتفاهم بشأن فتح الحدود البرية”. وتعتبر الحدود البرية بين المغرب والجزائر، من الحدود القليلة في العالم التي مازالت مغلقة، والمفارقة أن الحدود الجوية مفتوحة وهناك رحلات ولا توجد تأشيرة لمواطني البلدين، وكان المغرب اتخذ قرار إغلاق هذه الحدود مؤقتا،عام 1994 في أعقاب اعتداء إرهابي، لكن الجزائر قررت لاحقا إغلاقها نهائيا. الرباط | بوشعيب النعامي