جدد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رغبة بلاده «الأكيدة» في تقوية العلاقات مع المغرب، لكن بلاده شددت على أن معالجة ملف فتح الحدود مع المغرب والتحضير لمؤتمر القمة المغاربية يجب أن يتما في شكل منفصل، رداً على رهن رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بن كيران تفعيل الاتحاد المغاربي بمعاودة فتح الحدود البرية المغلقة بين بلاده والجزائر. وقال بوتفليقة في رسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس لمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لاعتلائه العرش: «أعرب لكم باسم الجزائر شعباً وحكومة وأصالة عن نفسي عن أحر التهاني وأصدق التمنيات... ولا يفوتني في هذا المقام أن أشيد بما حققه بلدكم من إنجازات في المجالات كافة بفضل جهودكم الموصولة وتفانيكم في تحقيق آمال شعبكم وتطلعاته». وجدد رغبته «الأكيدة في تمتين أواصر الأخوة وحسن الجوار التي تربط البلدين وتعزيز علاقات التعاون وتوسيعها بما يعود بالخير العميم على شعبيهما الشقيقين». وتزامنت رسالة بوتفليقة البروتوكولية إلى محمد السادس مع مؤشرات توتر جديد بين بلديهما محوره قمة الاتحاد المغاربي المرتقبة في طبرقةالتونسية، إذ ترى الجزائر أنه يجب معالجة ملفي فتح الحدود مع المغرب والتحضير لمؤتمر القمة المغاربية في شكل منفصل، وفقاً لما صرح به مصدر ديبلوماسي جزائري رفيع المستوى لوكالة «فرانس برس»، وترى أن «قضية فتح الحدود مع المغرب تبقى حصرية وثنائية، ولا علاقة لها بلقاء القمة المغاربية». وتفضل الجزائر التعاطي مع خلافاتها المباشرة مع المغرب في شكل ثنائي وترفض وساطات للتدخل بحجة أن «القنوات مفتوحة مع الأشقاء»، كما تشجع على أن يتم التحضير للقمة المغاربية المقبلة في شكل متدرج على أساس لقاءات تحضيرية، وهي دعمت قرار وزراء الخارجية المغاربيين في اجتماعهم الأخير في الجزائر عقد ثلاثة اجتماعات لمجالس وزارية في ثلاث عواصم مختلفة تحضيراً لقمة الرؤساء المقررة في تونس قبل نهاية العام. وجاء الموقف الجزائري رداً على رهن رئيس الحكومة المغربية تفعيل البناء المغاربي بمعاودة فتح الحدود البرية المغلقة بين بلاده والجزائر. وتحدث بن كيران في وقت سابق عن عدم وضوح المغزى من قمة في ظل سريان مفعول إغلاق الحدود بين البلدين الجارين، مؤكداً أن التئامها في مثل هذه الظروف «سيكون شكلياً». وقال إن «الشعبين المغربي والجزائري تربطهما علاقات الأخوة والمحبة... ومع الأسف الشديد القيادة الجزائرية لها رأي آخر وتعاكسنا في وحدتنا الترابية». وشهدت العلاقات الجزائرية - المغربية العام الماضي تطوراً تدرجياً إثر صياغة العاصمتين سياسة تقارب تعتمد على زيارات متبادلة على مستوى الوزراء. وفي النصف الثاني من العام الماضي، بعثت الخارجية الجزائرية برسالة إلى الحكومة المغربية تفيد بضرورة ترك ملف الصحراء الغربية بين أيدي الأممالمتحدة «للتوصل إلى حل أممي يتوافق مع القانون الدولي».