قال رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، إن انبعاث اتحاد المغرب العربي من رماده، رهين بفتح الحدود البرية بين بلاده والجزائر، معتبرا بأن ظروف انعقاد القمة المغاربية لم تنضج بعد. ووجه بن كيران انتقادات إلى القيادة الجزائرية، معتبرا أنها المسؤول الأول والأخير، عن مسلسل التوتر بين البلدين، على خلفية الموقف الرسمي للجزائر من قضية الصحراء، وقال “مع الأسف الشديد القيادة الجزائرية، لها رأي آخر وتعاكسنا في وحدتنا الترابية”، حيث تبدي الجزائر، تحفظات على الاقتراحات المغربية، لحل الأزمة سياسيا وسلميا، وخاصة مقترح الحكم الذاتي، في الوقت الذي تتشبث فيه الجزائر، راعية البوليساريو، بالاستفتاء لتقرير المصير وفق آخر إحصاء للسكان قامت به إسبانيا. وأضاف بنكيران أن المغرب، يراهن في سياسته مع الجزائر، على المستقبل وعلى التاريخ٬ مشيراً إلى أنه “في النهاية لا يمكن أن تتصالح ألمانيا وفرنسا، وتظل الجزائر في خصام مع المغرب”. وتتزامن تصريحات المسؤول المغربي، مع تجديد الجزائر رفضها فتح الحدود البرية مع المغرب، معتبرة أن ذلك ليس مطروحاً في الوقت الراهن، في أجندتها السياسية، حيث أعلن وزير الخارجية مراد مدلسي، أن “قضية إعادة فتح الحدود البرية هي قضية مهمة للغاية بدون شك، لكنها غير حاضرة الآن، وهي مرتبطة بتطور العلاقات التي قد تنتهي يوما بالتفاهم بشأن فتح الحدود البرية”. وهذه التصريحات، تؤكد بالملموس أن الجزائر لن تفتح الحدود البرية مع المغرب في الوقت الراهن، كما أن اشتراط إعادة فتح الحدود بتطور العلاقات الثنائية، وفق تصريح الوزير، يعني أن الرؤية الجزائرية للعلاقات ما زال يشوبها الشك، وهذا ما يجعل العلاقات في خانة “البرودة الدبلوماسية”. و أعلنت قيادة الدرك الوطني الجزائري، عن فتح مراكز جديدة متقدمة على الشريط الحدودي مع المغرب، لتعزيز وحدات حرس الحدود، كما قامت قيادة الجيش بتدعيم الحرس الحدودي بالعتاد المتطور والموارد البشرية. وتعتبر الحدود البرية بين المغرب والجزائر، من الحدود القليلة في العالم التي مازالت مغلقة، والمفارقة أن الحدود الجوية مفتوحة وهناك رحلات ولا توجد تأشيرة لمواطني البلدين، وكان المغرب قد اتخذ قرار إغلاق هذه الحدود مؤقتا في شهر أغسطس 1994 في أعقاب اعتداء أطلس أسني الإرهابي، لكن الجزائر قررت لاحقا إغلاقها نهائيا. يذكر أن المغرب وعلى غير العادة لم يرسل أي وفد رسمي له لتمثيله في الذكرى الخمسينية لاستقلال الجزائر، وذلك تفاديا للقاء زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز، الذي لم يستبعد العودة إلى حمل السلاح وخرق اتفاقية وقف إطلاق النار مع المغرب. وتلوح البوليساريو ومنذ سنوات بالعودة إلى الحرب إلا أن دعواتها ارتفعت خلال المدة الأخيرة لاسيما في ظل الجمود الذي يشهده ملف الصحراء المغربية. الرباط | بوشعيب النعامي