افتتح مهرجان بغداد الدولي الرابع للسينما أعماله الأربعاء في العاصمة العراقية بفيلم المخرجة الأمريكية لارا لي “ثقافات مقاومة” في ظل حضور أجنبي أكبر من الدورات الثلاث السابقة. وسيعرض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الذي يستمر لغاية السابع من شهر أكتوبر الحالي 100 فيلم متنوع ما بين الفيلم الروائي الطويل والأفلام القصيرة والوثائقية، فضلاً عن أفلام تتصل بحقوق الإنسان، من ستين دولة. ويتناول فيلم “ثقافات مقاومة” حركات التحرر والمقاومة في بعض البلدان، كالكونغو، وبورما، وكولومبيا، ولبنان، ويتميز بلقطات راقصة من جهة، وصادمة من جهة أخرى، بحيث يقدم وجهي الحرب والحياة في البلدان المتوترة. وقال المدير الفني للمهرجان عمار العرادي لوكالة فرانس برس إن “المهرجان الذي تنظمه جمعية “سينمائيون بلا حدود” يهدف إلى خلق رؤية سينمائية شاملة لكي يكون هناك مشهد سينمائي جديد في العراق قد يؤدي إلى مرحلة لاحقة تعود فيها الصناعة السينمائية والإنتاج السينمائي إلى المسار الصحيح”. وأضاف “القائمون على المهرجان يعملون على أن يكون هدفه ومضامينه بعيدة كل البعد عن كل أشكال الجدل السياسي والعرقي والطائفي، بل يبحثون فيه عن تنوع ثقافي يتاح أمام المشاهد العراقي الذي بات بحاجة إلى ثقافة المشاهدة، وإيجاد بنى تحتية سينمائية أمامه”. ومن أبرز الأفلام التي أدرجت على قائمة العروض في هذه الدورة الجديدة لمهرجان بغداد الدولي الرابع، فيلم “الأسير والأسر”، وهو من جنوب إفريقيا، ومدته ما يقارب الساعة. كما سيحتفى المهرجان بالسينما المكسيكية وقد خصص يوم كامل لمناقشة الصناعة السينمائية في المكسيك وما حققته تجربة الأفلام السينمائية في هذا البلد. وانطلقت الدورة الأولى لمهرجان بغداد الدولي للسينما عام 2005 بمشاركة 19 دولة، وفي النسخة الثانية عام 2007 شاركت 35 دولة، وفي الدورة الثالثة عام 2011 شاركت 45 دولة. ولم يخف العرادي حجم المشاكل المالية التي تواجه المهرجان فضلا عن غياب الاهتمام المفترض ان تبديه الجهات والمؤسسات الحكومية في العراق الذي تعود فيه الصناعة السينمائية الى ما قبل 60 عاماً. وقال “يجب الآن أن ندعو لإيجاد غطاء قانوني يدفع المؤسسات الحكومية إلى الالتفات الى الجانب السينمائي، يجب ألا نصمت بعد الآن وسنعمل في هذه الدورة على عقد ندوة دولية سينمائية وسنخرج بتوصيات لتحريك قطاع السينما ولفت الأنظار إليه”. يذكر أن السينما العراقية شهدت انطلاقة لافتة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وعرفت أسماء كبيرة في عالم السينما لاتزال راسخة في ذاكرة السينما العراقية. ومن بين أهم الأفلام العراقية، وأكثرها شهرة “المنعطف”، و”بيوت في ذلك الزقاق”، و”الراس”، كما ولجت السينما العراقية معترك الأفلام الملحمية والتاريخية فأنتجت فيلمي “المسالة الكبرى”، و”القادسية”. وتأثرت السينما العراقية كثيراً في تسعينيات القرن الماضي، وانحسرت دور العرض ليس في العاصمة وحدها، بل في كل مدن العراق، وغابت في ما بعد تماماً بسبب الحصار الاقتصادي آنذاك. ويقول الكاتب الإعلامي علي حسين “يأمل السينمائيون في العراق أن يكون مهرجان بغداد الدولي حافزاً ودافعاً لجهات غاب اهتمامها عن صناعة السينما التي أخذت تتلاشى وأصبحت جزءاً من الماضي الحافل بالثقافة السينمائية وصناعتها عندما كانت السينما العراقية مفخرة ومزدهرة”. أما الناقد السينمائي علاء المفرجي فقد اعتبر إقامة المهرجان في مثل هذه الظروف “إصراراً على إعادة السينما العراقية إلى ماضيها، وإن كان هذا الأمر يتحقق بخطوات بطيئة نظرا لما واجهته الصناعة السينمائية من تخلف وعدم اهتمام ورعاية وغياب الجهات التي يفترض أن تأخذ دورها في إعادة الحياة إلى جسد السينما العراقية”. وتابع “المهرجان واحد من اهم العوامل التي ستحقق ذلك النهوض المقبل للسينما في العراق”. أ ف ب | بغداد