يبشر مهرجان «الجوار» السينمائي الذي تنطلق فعالياته من على خشبه المسرح الوطني في بغداد في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل باستئناف حركة عجلة السينما العراقية المتوقفة منذ سنوات. وفي الوقت نفسه، يتوجس بعض أهل السينما العراقيين من ان «ينال مهرجان الجوار السينمائي مصير مهرجان بابل الدولي على ايدي المتشددين». مهما يكن من أمر، فمن المؤمل أن يتم خلال المهرجان الذي تنظمه دائرة السينما والمسرح بالتعاون مع دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة ومنظمة «سينمائيون بلا حدود»، عرض افلام من دول جوار العراق، هي: تركيا، والسعودية، وإيران، وسورية، والكويت، والادرن، إضافة الى بلدين آخرين هما مصر وإسبانيا إلى جانب العراق الراعي الرسمي للمهرجان. لا يخفي القائمون على المهرجان دوافعه السياسية وهم يأملون ان يساهم في تقوية الاواصر الفنية بين هذه البلدان وتعزيز العلاقات السياسية المتأزمة تحت شعار ان من شأن الفن والثقافة إلغاء المسافات والحدود الفاصلة بين المجتمعات. وقال مدير العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة العراقية سمير الموسوي ل «الحياة» ان «المهرجان يفتح الآفاق الفنية والسينمائية في العراق على تجارب دول الجوار السينمائية وسنتوسع في العام المقبل لاستقبال افلام من كل دول العالم». وبيّن الموسوي ان «ايام المهرجان ستستمر من 25 تشرين الثاني (نوفمبر) وحتى 29 من الشهر نفسه». وبيّن مدير قسم السينما في دائرة السينما والمسرح قاسم محمد سلمان ل «الحياة» ان «قسم السينما بدأ إنتاج مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة والأفلام الوثائقية المتعددة الموضوعات»، مؤكداً ان «من اهم الافلام العراقية المشاركة، الفيلم الروائي القصير «عاد الى الوطن» من إخراج مهدي ابو سيف الى جانب الفيلم الروائي الطويل «في أقاصي الجنوب» للمخرج هادي ماهود». وقالت مسؤولة العلاقات والإعلام في المسرح الوطني زينب القصاب ان هذا المهرجان «مهم جداً لتعزيز العلاقات الفنية والاجتماعية والسياسية بين دول الجوار العراقي ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تسمية المهرجان حيث يعد مهرجان الجوار الدولي الاول في تأريخ المهرجانات السينمائية العراقية هادفاً الى تجميع الرؤى بين ثقافات الشعوب المختلفة وتوظيفها فنياً وثقافياً». وفي السياق نفسه، اكد الناقد السينمائي علاء المفرجي ل «الحياة» ان «مهرجان الجوار السينمائي مهم جداً للنهضة السينمائية العراقية، لا سيما بحضور بلدان متطورة تكنولوجياً ومهنياً في فن صناعة السينما ومنها تركيا وإيران وسورية». وقال المفرجي ان «ايران وحدها تكفي لإطلاعنا على عوامل النهضة السينمائية لديها حيث برز عدد من المخرجين المبدعين في هذا المجال، منهم قبادي ومجيد مجيدي وغيرهما، لا سيما أن هناك تماثلاً بين التجربة الايرانية والعراقية». وأعرب المفرجي عن مخاوفه في ان يسلك هذا المهرجان مسلك مهرجان بابل عبر تدخل المتشددين وإلغاء عرض الافلام السينمائية في مهرجان سينمائي. وكان متشددون أقدموا اخيراً على إلغاء الفعاليات الفنية لمهرجان بابل الدولي، ما أثار غضب الوسط الثقافي والفني العراقي.