للعام الثاني على التوالي تخرج المملكة العربية السعودية من مهرجان الخليج السينمائي في دبي بلا أية جائزة بعد إنجازات حققتها الأفلام السعودية في الثلاث دورات الأولى التي بدأت في العام 2007 ، خسارة السينما السعودية لمرتين على التوالي أتت نتيجة لتراكمات مؤسساتية أهلية واجتماعية ورسمية جعلت الناتج العام للسينما السعودية لا يمكن أن يقارع مثيلاتها في دول الخليج، السينما العراقية على سبيل المثال والتي وللسنة الخامسة على التوالي تكتسح أهم الجوائز في المهرجان الخليج. وعلى الرغم من الشلل المؤسساتي في العراق نتيجة للصراع السياسي والتوتر الاجتماعي إلا أننا نجدها متفوقة، على العكس السينما السعودية والتي من المفترض أن تعكس القيمة الحضارية للمملكة. ولا يزال المجتمع مسئولا عن تواضع الإنتاج المحلي في صناعة السينما، هناك العديد من أفراد المجتمع على الرغم من قلتهم لا يزالون يقاتلون من أجل عدم قيام سينما سعودية «وليست إنشاء دور سينما لأفلام عالمية» لأسباب مجهولة حتى اللحظة. الجهات الرسمية ممثلة بجمعية الثقافة والفنون والنوادي الأدبية لا يزال دورها محدوداً في دعم الصناعة السينمائية في المملكة ولا أعلم ما هو الفرق بين دعم فيلم سعودي من الناحية اللوجستية ودعم المسرح السعودي والذي يحظى بشتى وسائل الاهتمام من جمعية الثقافة والفنون والتي وفرت له المكان للتدريب والدورات وإقامة البروفات وتنظيم المسرحيات والتسويق لها أحيانا، وعلى العكس لا يجد السينمائيون في البلد سوى بعض العروض المحدودة والتي تكون على استحياء، جهات رسمية أخرى أيضا لها جزء من المسؤولية في تواضع الإنتاج السينمائي السعودية ولعلي هنا أشير لوزارة الثقافة والإعلام والتي سبق أن صرح وزيرها الدكتور عبدالعزيز خوجة بدعم صناعة السينما السعودية قبل أن يتحول هذا الوعد لمجرد عروض محدودة لأفلام قصيرة في القناة الثقافية. في الجانب الآخر من الممكن أن تتحرك أيضا أمانة مدينة الرياض لدعم الصناعة من خلال أنشطتها الموسمية والتي قامت على الفعاليات الترفيهية مثل المسرح والعروض البصرية والتي لا تختلف كأداة عن عروض فيلمية صنعها مخرجون سعوديون يتمنون يوماً أن يشاهد المجتمع السعودي أعمالهم بدلاً من حصرها على المشاهد في الإمارات أو في قطر.