بدأ عدد من المخرجين العراقيين الشباب بإنجاز فيلم سينمائي عن بغداد يحكي قصصاً من تاريخها، وأحداثاً مرت بها، وتفاصيل حياتية يومية عنها، في إطاراستجابة لدعوة اطلقها الناقد السينمائي العراقي علاء المفرجي لإخراج فيلم يحمل عنوان “بغداد أحبك”، يحاكي أفلاماً عالمية تناولت مدناً تاريخية عدة. وذكر المفرجي “بغداد مدينة تاريخية عاشت أحداثاً مثيرة، ولها مكانة في نفوس العراقيين، وأخذت حيزاً كبيراً من اهتمامات المؤرخين والأدباء والكتاب، وكانت حاضرة في المنجز الإبداعي والأدبي والفني، وتستحق أن تأخذ حيزاً من اهتمام السينما لتخليدها”. وأضاف: “في فيلم “نيويورك أحبك”، أسهم 11 مخرجاً في بورتريهات لهذه المدينة من زوايا متعددة، ورؤى إخراجية مختلفة، فلكل مخرج مدينته كما يتصورها، يقدمها بالطريقة التي يحب”. وقال: “كما ساهم مخرجون فرنسيون يحملون تجارب مختلفة في إخراج فيلم “باريس أحبك”، قدموا باريس مدينة للنور، وأيضاً من وجهات نظر إخراجية أخرى.. مدينة المترو والأنفاق، ومدينة للحب والإلهام الفني”. وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي تستعد فيه المؤسسات الثقافية الحكومية وغيرها لتتويج بغداد عاصمة للثقافة العربية للعام 2013، وتنشغل تلك الدوائر للاحتفاء بهذه المناسبة عبر إصدار عشرات الكتب التاريخية عن بغداد، وإنجاز أعمال نحتية لشخصيات فكرية وفنية وأدبية أحبت بغداد وعاشت فيها. وتابع المفرجي “في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي، سنحت الفرصة لمشاهدة مدينة اسطنبول برؤية سبعة مخرجين قدموا من حوض البحر المتوسط (في إشارة إلى انفتاح تركيا على العالم) من خلال فيلم حمل عنوان “لا تنسيني اسطنبول” لمجموعة مخرجين. والفكرة هي ذاتها لفيلم في طريقه إلى التصوير يحمل عنوان “كابل أحبك”، لذلك أطلقت فكرة الفيلم”. وتابع “في مثل هذه الأفلام ذات التعددية الإخراجية، التي تختلف في نوعية المعالجات، وتمتاز بتنوع الرؤية، يعاد تقديم المدينة من أكثر من زاوية، إنها أفلام يجمعها الفكرة والمكان، وتفرقها الأساليب المطروحة”. ولفت قائلاً “العام المقبل تحتفل بغداد بتتويجها عاصمة للثقافة العربية، ومن المفترض أن يكون للسينما دور هام في هذا الاتجاه، عبر إنجاز فيلم يحكي قصصاً عن بغداد المكتنزة بأحداث تاريخية، والتي مرت عليها ثلاثة حروب كارثية مدمرة، وحصار أنهك الناس، لكنها بقيت مستقرة في وجدانهم”. وتساءل المفرجي: “ألا يمكن لمؤسسة ثقافية كوزارة الثقافة أن تقتنص هذه الفكرة وتضيفها إلى برنامج تعنى به، ويتصل بمناسبة اعتبار بغداد عاصمة للثقافة للعام 2013، خصوصاً أن مثل هذا المشروع السينمائي يتطلب أموالاً قد تكون هي الجهة القادرة على تنفيذه؟”. ووجد بعض المخرجين الشباب في فكرة المفرجي ودعوته هذه فرصة للمشاركة في إنجاز هذا الفيلم من خلال مبادرات ذاتية وشخصية لتقديم بغداد في شريط سينمائي يتحدث عن حياة هذه المدينة ويومياتها المليئة بالإثارة والتشويق والمتناقضات. أ ف ب | بغداد