أفزعت الانقطاعات المتكررة وانبعاث رائحة التماس الكهربائي أكثر من 400 طالبة في الابتدائية الثامنة والثلاثين المسائية في حي الحرازات في مدينة جدة، مما تسبب في عزوفهن عن الحضور إلى المدرسة منذ الأسبوع الأول من الدراسة، بعد أن اضطرت إدارة المدرسة لصرفهن إلى منازلهن، فيما أشار مهندس من شركة الكهرباء لإدارة المدرسة إلى وجود تماس كهربائي يهدد أكثر من ألف طالبة يرتدن المدرستين ال189 الصباحية، وال38 المسائية، اللتين يضمهما ذات المبنى المدرسي. وأفادت إحدى المعلمات في المدرسة المسائية، طلبت عدم ذكر اسمها، أن مشكلة مبنى المدرسة لا تقتصر على الانقطاعات المتكررة للكهرباء، التي أدت لتعطيل الدراسة لطالبات الفترة المسائية تحديداً، بل تجاوزت ذلك إلى ما هو أكثر، على حد قولها، وقالت «المدرسة الثامنة والثلاثون هي إحدى المدارس التي سُجلت عليها أكثر من خمس عشرة ملاحظة فنية من قِبل إدارة الدفاع المدني خلال الجولات التي نفذتها على المدارس في الفصل الدراسي الماضي عقب حادث حريق مدارس براعم الوطن الشهير، منها ضرورة إضافة عدادات كهربائية لتخفيف أعباء الجهد، إلا أن مالك المبنى لم يفعل ذلك»، موضحة أن إدارة المدرسة تقدمت بشكاوى لمكتب مدير التربية والتعليم، إلا أنها رُفضت جميعها بدعوى أنها يجب ألا ترد إلى مكتب مدير التربية والتعليم مباشرة، بل ترفع عن طريق المكتب الذي تتبعه المدرسة، وهو مكتب جنوب شرق جدة. وقالت الطالبة نجوى الغامدي، إن رائحة التماسات الكهربائية المتكررة أصبحت مصدر رعب في نفوس زميلاتها الطالبات اللاتي وجدن ذلك مبرراً كافياً لتغيبهن عن المدرسة منذ الأسبوع الأول للدراسة، وأضافت أن أحد الفصول داخل المدرسة مقطوعة عنه الكهرباء منذ بداية الدراسة. كما طالب المواطن عبدالله الشهري، والد إحدى طالبات الفترة الصباحية، بإغلاق مبنى المدرسة وتوزيع طالباتها على مدارس الأحياء المجاورة، مثل مدرسة كيلو 14 الابتدائية، وغيرها من الأحياء التي تحتوي على مبنى مدرسي حكومي، لحين الانتهاء من بناء مبنى جديد يوفر اشتراطات السلامة التي تشدد عليها إدارة الدفاع المدني للحفاظ على سلامة الطالبات، وأشار إلى أن المهندس المكلف من قِبل إدارة التربية والتعليم الذي زار المدرسة قبل أيام، أكد أن انقطاع الكهرباء يعود لشركة الكهرباء وليس لصيانة المدارس. وقال المواطن محمد الغامدي، والد إحدى طالبات الفترة المسائية، إن مديرة المدرسة طالبت مراراً بالانتقال إلى مدرسة جديدة، إلا أن منطقة حي الحرازات الذي يعدّ من الأحياء العشوائية في جدة، يمنع فيه بناء مبانٍ جديدة، وحتى المبنى الذي تم توفيره في الحي لم توافق عليه إدارة الدفاع المدني بحجة عدم توفر اشتراطات السلامة، وأضاف «عندما تأتي طالبات الفترة المسائية ينقطع التيار الكهربائي من الساعة الثانية عشرة وحتى نهاية الدوام، نتيجة الضغط الكبير على العدادات الكهربائية، مما يضطر إدارة المدرسة إلى صرف الطالبات وضياع الأيام دون دراسة»، فيما أكدت مديرة المدرسة أنه تم التواصل مع إدارة التربية والتعليم في وقت سابق بضرورة إرسال مهندس كهربائي لإصلاح المشكلة المتكررة، وتم تحديد موعد لزيارة المهندس في 19 من شهر رمضان الماضي، إلا أنه لم يظهر أحد من أفراد الصيانة حتى الآن. وأكد المواطن محمد المالكي، والد إحدى الطالبات، أن الانقطاعات المتكررة للكهرباء، خصوصاً قبيل بداية الفترة المسائية، تضطر إدارة المدرسة إلى صرف الطالبات وإجبارهن على العودة إلى منازلهن، مما أدى لضياع الأيام الدراسية منذ بداية الفصل الدراسي الجاري. مشكلة الثعابين وأوضح ل»الشرق» المواطن غرم الله الزهراني أنه يعاني بصورة يومية منذ العام الماضي في إقناع ابنته التي تدرس في الصف الثاني الابتدائي بالذهاب إلى المدرسة، وسط مخاوفها من ثعبان يخرج لها من الطاولة الدراسية أو يدخل عليهم في الفصل، وذلك بعد أن شهدت المدرسة ذاتها خروج أربعة ثعابين في فناء المدرسة خلال العام الدراسي الماضي، التي تأتي من المنطقة المهجورة قريباً من الحي بين فترة وأخرى، فيما يتولى حارس المدرسة القضاء عليها وسط صراخ الطالبات. حسب الأولوية من جهته، أوضح مدير إدارة الإعلام التربوي في تعليم جدة عبدالمجيد الغامدي، أن تأخر فرقة الصيانة في الذهاب إلى المدرسة بسبب سيرها على برنامج محدد يشمل جميع مدارس البنين والبنات، وقال «هناك أولويات لزيارات تلك الفرقة مثل أن تكون الكهرباء مقطوعة عن الطالبات فتتجه فرقة الصيانة إلى المدرسة في أسرع وقت حسب خطة تحدد وقت الزيارة، ولابد أن تصل قريباً للابتدائية ال189». وأشار الغامدي إلى أن وجود الفتيات في فترة الدوام المسائي قد يعطل زيارة الصيانة للمبنى، وعندما استفسرت «الشرق» عن موعد الصيانة الذي كان مقرراً في فترة الإجازة بتاريخ 19 من شهر رمضان، أكد أن عمليات الصيانة لا تنتهي في زيارة واحدة، بل تستكمل أثناء العام الدراسي حسب الخطة الموضوعة من قِبل مهندسي الصيانة، مؤكداً أنه سينقل شكوى المدرسة بنفسه لقسم الصيانة. المدرسة من الخارج