دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حكومة عبد الإله بنكيران إلى فتح تحقيق عاجل بخصوص الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة المنحدرون من جنوب الصحراء، معتبرين تعرضهم للعنف من قِبَل السلطات وترحيلهم قسرا للحدود الجزائرية «اعتداءً على حقهم في السلامة البدنية والحياة كحق مقدس تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان». وقالت الجمعية الحقوقية، في بيانٍ حصلت «الشرق» على نسخة منه، إن المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء يتعرضون منذ أيام لحملات تمشيط واعتقالات واسعة وقمع في عدة مدن مغربية ما أسفر عن إصابة العديد منهم بإصابات خطيرة، معبرةً عن إدانتها لحملات القمع والترحيل التي يتعرضون لها، ومحذرةً من تغذية النزعة العنصرية تجاههم عن طريق تحريض المواطنين المغاربة ضدهم. ووصفت الجمعية انتهاكات حقوق المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء بالمغرب أنها «أصبحت ممنهجة ولم تعد تقتصر على عنف السلطة فقط ولكن شَمِلَت بلطجية مسخَّرين يعترضون سبيل هؤلاء المهاجرين ويسلبونهم حاجياتهم ويعتدون عليهم بالأسلحة البيضاء كما حصل في مدينة تاوريرت ومؤخرا في الرباط دون أن تتدخل السلطات الأمنية». وأشار بيان «المغربية لحقوق الإنسان» إلى توصلها عبر فروعها إلى شهادات تلخص ما تعرضوا له من عنف جسدي إضافة إلى السب وكافة أشكال الإهانات وحرمانهم من تلقي العلاج وترحيل المئات منهم، بينهم جرحى ونساء حوامل وأطفال قاصرون، إلى الحدود الجزائرية في خرقٍ لالتزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان. ويشهد المغرب موجةً من تدفق هؤلاء المهاجرين عبر الحدود الجزائرية، فيما تبيَّن للسلطات أن ضمنهم عناصر مبحوث عنها دوليا لارتكابها جرائم في بلدانها الأصلية.ويرى المغرب أن خطورة هؤلاء تكمن في كونهم نتاج حروب أهلية في الدول الإفريقية المجاورة للمغرب، ما يجعلهم مدربين على استعمال الأسلحة.وكان برلمانيون مغاربة دعوا إلى التعجيل باتخاذ الاحتياطات اللازمة من أجل إيقاف انتشار ظاهرة المهاجرين السريين وتغلغلهم داخل الأحياء السكنية، مؤكدين أن بعض هؤلاء مدربون جيدا على استعمال الأسلحة وأصبحوا منخرطين في عصابات. من جانبه، قال وزير الداخلية، أمحند العنصر، في ردٍ على تساؤلات البرلمانيين الذين أثاروا القضية، إن السلطات المغربية لاحظت في الفترة الأخيرة أن عددا ممن كانوا يجعلون المغرب ممرا لهم من أجل الهجرة أصبحوا يشتغلون في تجارة المخدرات والأسلحة ويشكلون خطرا على الأمن العام. يذكر أن السلطات المغربية شنت حملة اعتقالات في الفترة الأخيرة في صفوف المهاجرين السريين بعدما أقدموا على محاولات التسلل إلى ساحل مدينة سبتةالمحتلة عن طريق السباحة بحرا، حيث تشهد المناطق المجاورة للسياج الشائك الذي يحيط بالمدينة المحتلة حالة استنفار قصوى بعد إقدام المئات منهم على مهاجمته.