أثنت مجموعة من الأمهات على الطرق المتبعة في رياض الأطفال الحكومية في احتضان الطفل وتحبيبه بالمكان وزملائه، خاصة في الأسبوع الأول، الذي يجد الأطفال فيه صعوبة التأقلم مع الأجواء الجديدة سريعا. تقول سحر الشمري -والدة أحد الأطفال- إن المرحلة التمهيدية صعبة جدا على الطفل، كونه لم يعتد على مفارقة منزله، حيث تتطلب استقلال الطفل واعتماده على نفسه بعيدا عن أمه، واعتياده على مجتمع جديد يحوي معلمات وأطفالاً، وقالت «لاحظت أن رياض الأطفال الحكومية مجهزة بما يتيح كل وسائل الترفيه والتعليم للطفل، بالإضافة إلى وسائل تساعده على التفكير والاكتشاف». فيما بينت نورة السالم -أم لأحد الأطفال- أنها ذُهلت من الخدمات المقدمة في روضة ابنتها، من حسن تأهيل المعلمات للتعامل مع الأطفال رغم كبر سنهن، وأضافت «رافقت ابنتي في أسبوعها الأول بالروضة، وشعرت براحة من حسن معاملة المعلمات مع الأطفال، رغم أني كنت متخوفة من هذا الأمر، خاصة وأن المعلمات لسن حديثات تخرج ولا متخصصات في رياض الأطفال، فتوقعت أن تكون طاقتهن قصيرة لتحمل متطلبات الطفل، ولكن نظرتي تغيرت بعد أن شاهدت كيفية احتوائهن للأطفال، وتقدير نفسياتهم كونهم يمرون بمرحلة جديدة»، مشيرة إلى أن معلمات الروضة اجتمعن بالأمهات لتعريفهن على طرق معاملة الطفل، والبعد عن العنف معهم. وأشارت معلمة رياض الأطفال حصة العنزي، أن خبرتها في هذا المجال تجاوزت ال 13 عاما، مبينة أن جميع المعلمات معها في الروضة على كفاءة، وتقول «الأطفال في المقام الأول أبناؤنا، وخبرتنا طيلة هذه السنوات في التعامل معهم خولتنا لتقدير ما يمرون به من عوارض نفسية، نتيجة فراق أسرهم الفترة الصباحية»، مبينة أن الطفل يتأثر بما يحدث في منزله من مشكلات أسرية بين الأم والأب، ما ينعكس على مستواه التعليمي، فيبدأ بالشكوى لمعلمته ومصارحتها بما يحدث في منزله كونه يثق بمدى تفهمها له. وأضافت «أكثر ما يواجهنا من صعوبات هو إهمال بعض الأمهات لنظافة أبنائهن، ما يوقعهم في حرج أحياناً أمام زملائهم، فقد تكون ملابس الطفل متسخة لم تهتم الأم بتنظيفها، بل تجعله يرتديها طوال الأسبوع دون غسيل، منوهة إلى أهمية تعويد الطفل على النظافة الشخصية»، وتوضح «لابد أن تعلم الأم بأن الطفل حساس جدا في هذه المرحلة، وخياله واسع، فقد يتخيل أشياء لا تحصل، فلابد أن تفهم طفلها جيداً وتتواصل مع الروضة أسبوعياً لمصلحته» .