على ضوء بيان الرد للأمانة العامة لمجلس المقاومة الوطنية الإيرانية، المؤرَّخ في 25/آب/2012 لنشرة الحقائق (الفضيحة) الصادرة بتاريخ 23/آب/2012 من قِبل رئيس بعثة اليونامي، السيد مارتن كوبلر، الذي جاء مغايرا بدرجة كبيرة للحقائق والوقائع على أرض الواقع لظروف المعاناة والمكابدات والضغوط والانتهاكات والممارسات المعادية في مخيمي أشرف وليبرتي .. وبلا شك إذا صدرت المغالطة والأكاذيب والافتراءات من أبواق الدعاية لوسائل الإعلام لا مندوحة عليها، ولكن هذه المغالطات صدرت من موظف أممي ودولي منتدب من قبل الأممالمتحدة لرعاية حقوق الإنسان والمعايير الإنسانية، وظيفته الأساسية الدفاع عن اللاجئين السياسيين ورعاية مصالحهم أو على الأقل أن يكون محايدا وليس منحازا بحكم مسؤوليات عمله، وكونه وقّع مذكرة التفاهم نيابة عن الأممالمتحدة. ولكن مارتن كوبلر جاء بمغالطاته وافتراءاته الجديدة في نشرة الحقائق من خلال تصوير المعاناة والانتهاكات المتواصلة للاجئين بأنها نعيم من فردوس سجن ليبرتي، وهذا أمر خطير يفسر انحيازه وسكوته عن الانتهاكات، ولنا أن نتساءل ما جدوى بقائه في منصبه وهو بهذا الانحطاط والمعايير المزدوجة والمواقف المتذبذبة إزاء مصير اللاجئين بمسار اتفاقية مذكرة التفاهم التي غمط فيها الكثير من الحقوق القانونية والإنسانية والعرفية السارية للاجئين السياسيين، وبيان الرد للمجلس الوطني دحض وفند كل ادعاءات رئيس بعثة اليونامي مارتن كوبلر، وذكر الحقائق عن الحالة المزرية والسيئة والمتردية لحياة ومعيشة اللاجئين في ظل الانتهاكات المستمرة بحقهم، خصوصا في مخيم ليبرتي، والممارسات العدائية، والممانعات التي تبديها إدارة المخيم والحكومة العراقية لطلباتهم، واستعدادهم لتحسين بيئة مخيم ليبرتي على حسابهم الخاص، هذه الممارسات وغيرها لم يذكرها مارتن كوبلر تبعا لمعاييره المزدوجة، وندرج هذه المقتطفات لبيان الرد للمجلس الوطني لتبيان الحقيقة التي غابت عن مغالطات مارتن كوبلر .. (الفرق شاسع وشتان ما بين الحقائق في ليبرتي وتوصيفات يونامي والناطق بلسان الأممالمتحدة التي يحول بها تشجيع الحكومة العراقية على المزيد من الضغط وأعمال القمع، فيما ثارت احتجاجات دولية بسبب فقدان مؤسف لمعايير حقوق الإنسان والمعايير الإنسانية في مخيم ليبرتي، وتحويله إلى سجن، بالإضافة إلى تقاعس يونامي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ونقل صورة مغلوطة من ليبرتي). ولكن رغم ذلك، فإن نشرة حقائق يونامي الصادرة بتاريخ 23 أغسطس/ 2012 وملاحظات الناطق بلسان الأممالمتحدة في نفس اليوم، جاءت مرة أخرى لتقديم صورة مقلوبة عن الحقائق، وتصوير سجن ليبرتي وكأنه « فندق 5 نجوم». ومما جاء في هذه النشرة «تسمح الحكومة العراقية لسكان الحرية … بالعمل على صيانة وإعادة تأهيل أجهزتهم ومعداتهم… وإن السكان أحرار في مشروعات إعادة الإعمار بموافقة إدارة المخيم. لقد أكملوا طيفاً واسعاً من المبادرات من خلال عمل باحات وفناء وتجديد البنايات. كما أنهم أحرار أيضا في جلب المقاولين من الخارج إلى المخيم لتنفيذ هذه المشروعات بموافقة إدارة المخيم… كما أن المخيم مجهز بتسهيلات عديدة منها قاعة طعام مع مطبخ صناعي، وملعب مجهز بشكل كامل، وجامع، وعدة مراكز اجتماعية، وأعداد كبيرة من المساحات المخصصة للتنزه… والماء الصالح للشرب مستورد على شكل عبوات. بالإضافة إلى أن لكل ساكن على الأقل 200 لتر من الماء للنظافة والاستعمالات الأخرى… منظومة ضخ الماء وتصفية الماء منصوبة في المخيم، والكهرباء يتم تأمينها في الوقت الحاضر بواسطة 19 مولدة، يعمل طيلة اليوم نصفها على الأقل لضمان تزويد السكان بالكهرباء على مدار الساعة…». هذه محاولة واضحة للتغطية على الحالة المزرية في ليبرتي، والتستر على أعمال يونامي والممثل الخاص بهذا الصدد، وفي الوقت نفسه يأتي تشجيعا للنظام الإيراني وصنيعه في العراق لممارسة المزيد من الضغط والقمع ضد سكان أشرف وليبرتي.. هذه النشرة تجاهلت ذكر العديد من الحقائق، كما قلبت العديد من الحقائق، وأظهرتها خلافاً للواقع، أو حاولت أن تعكس بعض التطورات وبعض الإنجازات – التي حصلت نتيجة جهود مضنية بذلها مجاهدو خلق وعلى نفقتهم الخاصة – على أنها حصيلة مجهودات الحكومة العراقية ويونامي. وذكر بيان الرد 12 فقرة تم فيها الرد على مغالطات وافتراءات رئيس بعثة اليونامي في العراق مارتن كوبلر، ولنا أن نتساءل ما هي مصلحة كوبلر في هذه المغالطات المجافية للحقيقة بدل الدفاع عن اللاجئين وهم أفراد عزّل ومسالمون ومحميون بموجب القوانين الدولية والعراقية غير الرشا والسحت الحرام. الحقيقة وقولها في زمن الخداع هو عمل ثوري .. كما قالها جورج أوريل.