قال ناشطون سوريون في قدسيا ل”الشرق” إنه رغم التوصل إلى اتفاق هدنة بين أهالي المدينة والسلطات السورية إلا أن هذه الأخيرة ما زالت تنتهك الاتفاق إذ تعرضت البلدة ليل أمس وصباح اليوم إلى إطلاق رصاص عشوائي كثيف من جهة مساكن الحرس وحي الورود ومن ناحية قدسيا بشارع الثورة وذلك لإرهاب المواطنين. وأكد الناشطون أن حاجز الصفصافة الأمني يقوم بالاعتداء على المواطنين لاسيما بالسباب الطائفي، وتوقع الناشطون خرق الاتفاق في أي وقت خاصة أنه سبق للسلطات السورية خرق اتفاقات مماثلة في مضايا والزبداني وغيرهما. ويُذكَر أن الاتفاق نص على مجموعة بنود أهمها مغادرة العناصر المسلحة من قدسيا، وإيقاف جميع أنواع الخطف والقنص والقصف بين المناطق المتجاورة (قدسيا، مساكن الحرس، تجمع النازحين، حي الورود، جبل الورد)، وإزالة حواجز اللجان الشعبية وخاصة حاجز الصفصاف بشكل نهائي، وإعادة فتح الطرقات المغلقة، والعمل على عودة النازحين عن قدسيا إلى بيوتهم وأعمالهم، وإعادة مؤسسات الدولة الخدمية إلى قدسيا وتشكيل لجنة من الأهالي لمتابعة ملفات المفقودين والمعتقلين والمطلوبين لتسويتها. وجاء في الاتفاق أيضاً أن بنوده لا تعني وقوف الأهالي مع طرف ضد آخر، فقدسيا تحوي تنوعاً طائفياً ومناطقياً ولكلٍ توجهاته وأفكاره إن كان مؤيداً أو معارضاً أو حيادياً على أن لا يخرج التوجه عن الآداب العامة ويجنح نحو السباب والطائفية وتعطيل مصالح الناس. وفي درعا، أدان ناشطون التقرير الذي بثته قناة إخبارية عربية أمس عن طرق دخول اللاجئين السوريين إلى الأردن إثر تنظيم الجيش الأردني جولة إعلامية للمحطات الفضائية على الحدود السورية ما أتاح لمراسل القناة تصوير جميع طرق الدخول وذكر أسماء المناطق بالتفصيل، وهو ما أدى إلى شن حملة عسكرية وأمنية أمس من قِبَل النظام السوري على معظم القرى الحدودية والمعابر، إذ اقتحم عددٌ كبير من عناصر الأمن والشبيحة بلدة تل شهاب مدعومين بالدبابات وتحت غطاء ناري كثيف، بينما سادت حالة هلع بين السكان من ارتكاب مجازر جديدة خاصة أن البلدة تأوي حالياً أكثر من خمسة آلاف لاجئ من القرى المجاورة. كما اتهم الناشطون السلطات الأردنية بالتواطؤ في تنظيم هذه الجولة للتخفيف من أعداد اللاجئين إلى أراضيها ونوهوا أن تلك السلطات ذاتها تمنع الصحفيين من زيارة مخيم الزعتري حيث الوضع فيه كارثي بينما تنظم جولة على الحدود حيث المخاطر الأمنية المحدقة بالمدنيين الفارين من المعارك. ميدانياً، تعرضت ببيلا لأعنف قصف شهدته حتى الآن واستُخدِمَت فيه الدبابات والصواريخ والهاون والمروحيات، وسُجِّلَت حركة نزوح كبيرة للأهالي من البلدة، خاصة بعد توجه رتل من الدبابات نحوها وتجولها عند الدوار، في حين اقتحمت ميليشيا طائفية موالية للنظام من قرية الفوعة عدداً من منازل البلدة وكسرت جميع محتوياتها وسرقتها واعتدت على الأهالي بالسباب الطائفي، كما أفيد عن سقوط قذيفة على دوار فلسطين في منزل آل دريس مقابل مدرسة النقيب العربية. وفي القدم، اعتقل حاجز أمني الأخوين محمد وأحمد الزخ على طريق أوتوستراد دمشق – درعا في منطقة الدحاديل وأعدمهما ميدانياً بعد تعذيب وحشي وألقى جثتيهما عند جامع السيدة عائشة في وسط الحي، وهما أخوان لأحد القادة الميدانيين لكتيبة حذيفة بن اليمان في حي القدم. وفي حي التضامن أسفر القصف بمدفعية الدبابات عن تدمير أربع بنايات بشكل كامل في شارع الشهداء، كما تحدثت أنباء عن اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي، وعن اشتراك الطائرات في عملية القصف. دمشق | معن عاقل