تشهد محافظة إدلب (شمال غرب سوريا) توترات بين بلدتي «بنش» السنية و»الفوعة» الشيعية بسبب وقوع شبيح من «الفوعة» اسمه الحركي «مراد علم دار» وهو من أسرة صالح موسى، في يد أهالى «بنش» واعترافه بالعمل ضمن شبكة شبيحة يديرها أمن النظام وقتله أربعين من شباب حلب ودرعا وحمص. في المقابل قام أهالي «الفوعة» بخطف ثمانية من المنتمين ل «بنش» واستدراج أربعة آخرين للتفاوض عليهم للإفراج عن الشبيح الذي تتردد أنباء أن أهالي «بنش» أنهوا حياته. ووسط عمليات الخطف المتبادل بين أهالي البلدتين، تستعد كتائب بشار الأسد لتوجيه ضربة عسكرية لمدينة إدلب التي يسيطر عليها الجيش الحر، وقال شهود عيان إن أرتالا من الدبابات شوهدت في طريقها الى إدلب وحلب استعدادا للدخول في مواجهة جديدة مع عناصر الجيش الحر التي فرَّغت مناطق المواجهة من الأهالي وتمركزت فيها لحماية المدينة. ووجهت كتائب الأسد تحذيراً لعناصر الجيش الحر في إدلب وجبل الزاوية بترك مناطق تمركزهم قبل اقتحامها، وتتردد أنباء أن كتائب الأسد تحتجز رهائن في هذه المناطق للضغط على الجيش الحر. وكان أهالي بلدتي «الفوعة» و»كفرية» اللتين تسكنهما أغلبية شيعية، اتفقوا مع أهالي القرى السنية المحيطة، منذ بدء الثورة السورية، على حسن الجوار وعدم الدخول في مواجهات مشتركة أو الاستجابة لدعوات الاصطفاف الطائفي أو حتى السماح لكتائب الأسد بالعبور من «الفوعة» ل «بنش»، غير أن أسر أهالي «بنش» لشبيح من «الفوعة» أدى إلى توتر الأوضاع. ومازال الجيش الحر يسيطر على إدلب، فيما اقتحمت كتائب الأسد بعض القرى الصغيرة الواقعة على طريق مدينة جسر الشغور. في سياق متصل، توجه محافظ إدلب، ياسر الشوفي، إلى بلدة «كفتين» التي يقطنها 25 ألف نسمة من الدروز، وعرض تسليحهم وقدم لهم شاحنة سلاح لمساعدة النظام بحجة الدفاع عن البلدة التي تقع ضمن محيط ذي أغلبية سنية ثائرة، إلا أن شيوخ الطائفة الدرزية رفضوا عرضه وأكدوا له أنه جاء الى المكان الخطأ. يُذكر أن النظام يحاول تقديم نفسه منذ اندلاع الثورة قبل عام أنه حامي الأقليات ويلعب على الوتر الطائفي، ومارس ذلك في أكثر من منطقة خاصةً حمص.