جدة – فؤاد المالكي القنوات الحكومية تتبع منهجية مختلفة عن الفضائيات الربحية قوة دفع الهواء أجبرت «لجين» على الابتسام أثناء القفز تؤلمني عبارة «نادٍ رياضي ثقافي» على اللوحات الصمّاء تعييني لتقديم نشرة الأخبار تكليف لا تشريف ميزان التنافس إعلامياً كسب أكبر قاعدة جماهيرية أوضح الإعلامي السعودي حمود الفايز، مذيع قناة MBC، أن تجربته مختلفة نوعاً ما عنها في شاشة التليفزيون السعودي، لاسيما أن طموحه من صغره كان أن يصبح «مقدماً». وفي حديث ل»الشرق»، قال: تجربتي في التليفزيون السعودي صقلتني، كوني أحد الذين أسسوا برنامج صباح السعودية، البرنامج الأطول في الشرق الأوسط (أربع ساعات على الهواء)، الذي قدمته مع الزميلة سميرة مدني، فعملت مراسلاً ومذيعاً ميدانياً في أنحاء المملكة، بالإضافة للأفلام الوثائقية التي كنا نصورها لأسابيع، والجميل أنني كنت أستمتع بكتابة النصوص، والجلوس على مونتاجها مع نخبة من المصورين والممنتجين، بالإضافة لعملي في القناة الإخبارية لصالح برامج عدة، وإدارة الأخبار. وحول ما إذا كان مقيداً، أم لا، في التليفزيون السعودي، علق الفايز: لا أخفيك أن هناك أشخاصاً لديهم رقابة ذاتية غير مطالبين بها، ولكن كانوا دافعاً لي لأن أمتلك مهارة تغيير سياق التقارير، وإيصال الفكرة ذاتها، دون أن ننسى أن القنوات الحكومية الرسمية لها أسلوب ومنهجية تختلف عن القنوات الربحية، فهنا يكون رهانك على قدرتك لإعادة المشاهد السعودي إلى تليفزيونه المحلي. ووصف انتقاله إلى شاشة MBC بنقطة تحول إيجابية متقدمة، قائلاً: انتقالي لشاشة MBC بداية حقيقية لعالم السباق الإعلامي، والفارق بين عملي السابق والحالي هو في خطابي، الذي كان موجهاً للمشاهد السعودي، وتحول إلى المشاهد العربي في بقاع الأرض، مما يجعل الأمر ذا مسؤولية أكبر، ولكن هذا الأمر تربيت عليه من صغري، بأن أكون اجتماعياً وسريع التجانس مع الشعوب، خصوصاً العربية، ففي السابق كنت أقول: أهلاً بكم في صباحٍ سعودي، أما الآن: صباحٌ عربيٌ متجدد. وأشار إلى أن بيئة عمله في MBC أسرية صحية وحقيقية، وكل شخص يسعى لدفع الآخر ليكون متألقاً، ولم أجد نقداً ألطف من نقدهم، ولم أجد موضوعية في التوجيه وزكاة نقل العلم كما وجدتها بيننا. وعن تجربة القفز من الطائرة، يقول: جاءت الفكرة وأنا أقود سيارتي، فاتصلت حينها ب»لجين»، وكانت متحمسة جداً للفكرة، خصوصاً أنها ذكرت لي أن الفكرة كانت تراودها، وبعد أن ذهبت إلى الموقع، واتفقت مع المصورين على بعض التفاصيل، حددنا الوقت وذهبنا، تأخرت لجين عشر دقائق، فاتصلت بها كما رأيتم في التقرير، فقالت أنا قادمة مع أختي أسيل. وعند التدريب، بدأ الجد، وعند اللبس أصبح أكثر جدية، وعند ركوب الطائرة دخل الخوف البسيط، وبمجرد أنهم فتحوا الباب ونحن على ارتفاع 13 ألف قدم تقريباً «نشف الدم فينا»، وبدأ كل شخص ينظر للآخر، ولسان حالنا يقول «يا لهوي.. احنا إيه اللي بنعملوا؟!!»، وعند لحظة القفز وأنا أخطو خطواتي ببطء نحو باب الطائرة بكل ثقة، فجأة تحول كل شيء إلى اللون الأبيض، وكأنني غرقت في بحر متجمد، ولا أعلم إن كنت قد فقدت السمع أم أن هذا صوت لم أسمعه في حياتي، وجسمي بسرعة 340 كلم في الساعة، ولجين مبتسمة، لكنني أعتقد أن الهواء ما جعلها تبتسم. والجميل في التجربة أننا تعاملنا مع التقرير وكأننا على الهواء، ولم نقم بإعادة أي لقطة نهائياً، كما أنني استمتعت في المونتاج. وعن معايير الجرأة لدى الفايز، قال: هنالك فرق بين الجرأة الموضوعية، وبين الجرأة التي تتعدى خطوط قيمنا وعاداتنا العربية، فجغرافية المكان تملي عليك تصرفات وحدوداً معينة، ولا أود أن أتحدث عن مفارقات ومقارنات بين بيئة وأخرى، وإن كنت واثقاً مما تقول، أو مما تفعل، دون أن تتعرض للدين، أو للقيادة، فأنت في إطار الجرأة الموضوعية، وإن اتسعت هذه الدائرة، فستقع في حفرة الرسالة الموجهة التي تخلو من الحيادية، لأن الحيادية مطلوبة، ولكن لا حيادية مع قمع، ولا حيادية مع احتلال، ولا حيادية مع مجازر، وطالما أنك كمذيع تحاول جاهداً أن تمثل الجهة الغائبة، فثق تماماً أنك ستملك ثقة مشاهديك، ويرتفع سقف حرياتك، التي من أهمها الجرأة الموضوعية التي هي أيضاً على درجات. وأوضح أن إعلامنا المحلي المقروء ممتاز، والمسموع إلى الأفضل، أما المرئي فيسير بطيئاً. وتمنى من صانعي القرار في المؤسسات الإعلامية السعودية إعطاء الفرصة للدماء الشابة، وتحفيزها، فالطاقات مهولة، وتستحق أن تمنح الفرصة. وعلق على الأندية الثقافية الرياضية، بقوله: تؤلمني عبارة (نادٍ رياضي – ثقافي) على اللوحات الصمّاء، وأريد من هذه الأندية أن تذكر لي مثالاً واحداً يدل على الدور الثقافي المغيّب الذي يستحقه اسم النادي قبل جماهيره، غير ما يتم فعله من نظم القصائد التي تمدح قوة قدم اللاعب الفلاني وجمال هدف اللاعب العلاني، أما على الصعيد الاجتماعي فنحن مجتمع مثقف تواترت لديه أباً عن جد معانٍ وقيم جسدها الأدب العربي، فنجد هناك ندوات أدبية وعلمية واجتماعية يقيمها نخبة من وجهاء المجتمع في منازلهم، وعلى إثرها تم تحقيق إنجازات لها صدى في سماء الثقافة. وعد الفايز أن تقديمه لنشرة الأخبار الرئيسية هو تتويج له، قائلاً: أعد تعييني لتقديم النشرة تكليفاً لا تشريفاً، وأتى ذلك لعوامل عدة، أحدها انتقال نيكول تنوري إلى قناة العربية، وأيضاً الخطة التطويرية لنشرة الأخبار التي ستحمل في طياتها أسلوباً جديداً في الطرح والمحتوى. وأكد أن طموحه متجدد مع كل خطوة يتقدم بها إلى الإمام، ويقول: لا سقف لطموحاتي، وأسعى ألا أكون منسياً عندما أغيب لشهور وأعود، كحال بعض الإعلاميين الذي لمع بريقهم لوهلة، ثم اختفوا، ولأجل ذلك أنا أبحث عن بصمتي الخاصة. واختتم حديثه ل»الشرق» بأن ميزان التنافس اليوم على الصعيد الإعلامي هو كسب أكبر قاعدة جماهيرية من المتابعين والمحبين، وليس المعجبين فقط، لأن المحب يدافع ويغار عمن يحب، ويصونه، عندما يخذله الجميع.