“المحل للتقبيل” عبارة أشعر بالحزن والأسى عندما أقرأها؛ لعلمي أن صاحب المحل لم يصل إلى هذا القرار إلا بعد أن يئس من أن يجد حلاً لمشكلات عمله التجاري. وياليت الأمر يقف عند هذا، ولكنْ خلف هذه العبارة يوجد إنسان محبط وفي الغالب مديون. صحيح أنه ليس بالضرورة أن تنجح جميع المشروعات التجارية، ولكن لو نظرنا إلى مسببات الفشل -العديدة- لوجدناها محصورة بنسبة كبيرة في سببين هما جودة الفكرة وقلة التأهيل الفني والإداري والنفسي. أفكار المشروعات التجارية الصغيرة في الغالب تكرار لما هو موجود في السوق مع بعض التعديلات الطفيفة التي لا تضيف تميزاً للمشروع. عملية النسخ واللصق هذه تجعل المشروعات في مهب الريح وعرضة للفشل بسبب المنافسة الكبيرة التي تجعل المقدرة على سداد الدين ثم جني أرباح أمراً صعباً. السبب الثاني هو ضعف التأهيل، حيث يدخل كثير من رواد ورائدات الأعمال للسوق ولديهم رؤوس أقلام عن كيفية إدارة عملهم التجاري. صحيح أن المهتمين بقطاع الأعمال الصغيرة يقيمون -مشكورين- دورات مكثفة بعضها لمدة ثلاثة أسابيع وبعضها قد يطول إلى أن يصل شهراً. خلال هذه المدة يتم تغطية كثير من الموضوعات المهمة مثل المحاسبة والتسويق.. إلخ ولكنها -مع أهميتها- لن تصل بالرواد إلى استيعاب الموضوعات بشكل يفيدهم عندما ينزلون للميدان وذلك بسبب المدة القصيرة التى لا تتناسب مع كثافة المعلومات التى يجب تغطيتها للوصول للحد الأدنى. من هنا تأتي أهمية استحداث رخصة لمزاولة العمل الحر -تحت إشراف إحدى الجامعات السعودية- لرفع مستوى تأهيل الرواد بشكل يجعلهم قادرين على الاستفادة مما تعلموه وتفاديا لمزيد من لافتات “المحل للتقبيل”.