تمثل الأحياء العشوائية بالمدينةالمنورة هاجسا للمسؤولين والمواطنين لتأثير ذلك بالسلب على جودة الخدمات والوضع الامني والاجتماعي والاقتصادي بشكل عام. وفي الوقت الذي يؤكد فيه الخبراء أن تسريع التخلص من العشوائيات يتم عبر توفير البديل السكني المناسب وخلخلة الشوارع في الأحياء المختلفة وتزويدها بالخدمات البلدية استطاع مشروع الإسكان الشعبي في المدينةالمنورة ان يساهم في حل مشكلة حي الجرف الغربي الذي كان من الصعب ان تخترقه سيارات رجال الأمن الصغيرة وسيارات الخدمات من هلال أحمر و دفاع مدني. نزع العشوائية وعمدت الجهات المختصة لنزع ملكية أكبر عدد من المنازل العشوائية في حي الحرة الغربية وحي العصبة ونزلة الجبور وذلك فتح شوارع رئيسية و بإيجاد ميادين جانبية للشوارع للقضاء على التزاحم في المباني العشوائية. وكانت دراسة أجرتها وكالة وزارة الشؤون البلدية والقروية لتخطيط المدن اوصت بنزع ملكيات بعض الأحياء الشعبية بالمدينةالمنورة منها الحرة الغربية وحي الجرف الغربي وبعض المناطق الأخرى التي كشفت عن تدني المستوى الاجتماعي والاقتصادي للسكان في هذه المنطقة مما أوجد بيئة سكنية غير ملائمة بالإضافة إلى نقص مستوى الخدمات العامة وتدهور حالة الطرق والشوارع وممرات المشاة كما تبين إنها تشكل معوقاً للتنمية وبؤرة للمشاكل الاجتماعية والصحية والأمنية ومناخاً ملائماً للأنشطة العشوائية وإيواء المخالفين لنظام الإقامة. ولعل من ضمن الاحياء التي تعاني من البطالة حي تلعبة الهبوب الذي يقع بطريق المطار النازل شمال المدينةالمنورة ويمتد حتى يصل تحت جبل أحد وسبق وأن تعرض للعديد من الحملات التفتيشية الأمنية التي استهدفت المتخلفين والمطلوبين امنيا غير أن أكثر ما يريح ساكني الحي هو أن منازلهم مملوكة لهم ولكن مع التوسع السكاني الذي تشهده المدينةالمنورة بشكل عام وتلعة الهبوب بشكل خاص أصبح هناك من يشاركهم في مساكنهم من العمالة الوافدة النظامية غير نظامية، ويضاف إلى هذا أن ساكني الحي كغيرهم من ساكني الأحياء العشوائية لا يملكون القدرة على شراء منازل حديثة أو الانتقال للعيش في منازل مستأجرة واغلب شباب الحي لم يكملوا دراستهم وهو ما يشكل عبئا في مسألة شغل أوقات فراغهم بما يفيد. يقول الشاب محمد : تخرجت من الثانوية العامة قبل عام وما زلت أبحث عن وظيفة وكثير من شباب الحي ليس لديهم الرغبة في مواصلة الدراسة الجامعية فكما يقول إن الحالة المادية السيئة لا تساعده على إكمال الدراسة الجامعية مشيرا الى ان الوضع الاقتصادي انعكس على اصحاب المحلات الذين باتوا يبحثون عن مواقع اخرى لفتح محلات لهم. واضاف ان غالبية شباب الحي يدخنون السجاير رغم منع بيع الدخان في المدينةالمنورة. ورش سيارات بدون تصريح ويشهد حي تلعة الهبوب حركة نشيطة جدا في المساء و حتى صلاة الفجر وذلك بالرغم من افتقاده للإنارة الكافية، وفي نهاية الحي وبالقرب من جبل أحد توجد ورش ميكانيكية خاصة بأهالي الحي لإصلاح وتشليح السيارات دون أي رقابة. وقال أحد سكان الحي رفض ذكر اسمه تفاديا للإحراج من أهالي الحي ان أغلب سكان الحي يعانون من أصحاب التكاسي ومن الونيتات الذين يرفضون دخول الحي في الليل بحجة أن الداخل لحي تلعة الهبوب مفقود والخارج مولود وفي الحي بعض المحلات التجارية تم إغلاقها وكتب عليها للتقبيل بسبب ضعف الحركة الشرائية وعلق صاحب محل لبيع المواد الغذائية بقوله فتحت المحل قبل سنتين وأغلب زبائن الحي من الشباب ممن لا يدفعون أثناء الشراء وعندما أطلب منهم سداد المبلغ الذى قد يصل الى 500 ريال في نهاية الشهر لا يدفع أي منهم المبلغ بحجة أنه غير موظف وليس له دخل شهري مما جعلني أغلق المحل وأعرضه للتقبيل لأني خسرت الكثير بسبب البيع بالأجل. ---- الأحمدي : لا صحة لغياب الدوريات عن الأحياء العشوائية من جهته قال مدير إدارة دوريات الأمن بمنطة المدينةالمنورة العقيد يوسف الأحمدي إن ما يتردد عن ضعف تواجد الدوريات الأمنية في الأحياء العشوائيات ليس له أساس من الصحة مؤكدا أن دوريات الأمن تغطي كافة الأحياء دون استثناء لاسيما ان توزيعها يتم وفق تخطيط مسبق تتم مراجعته بين حين وآخر بناء على المعطيات الجديدة التي تراعي الكثافة السكانية للحي وتقديرات رجال الأمن عن حاجته الفعلية من الدوريات. واشار أن هناك دوريات سرية غير معروفة تجوب جميع الأحياء العشوائية على مدار 24 ساعة. العتيبي : صعوبات أثناء مباشرة الحوادث يقول العقيد على بن عطا الله العتيبي مدير إدارة الدفاع المدني بالمدينة إن إدارته تجد صعوبة أثناء مباشرة الحوادث في المناطق العشوائية لضيق الشوارع مؤكدا أنه تم الرفع بضرورة إعادة تنظيم الشوارع وإيجاد منافذ تسمح بمرور سيارات الإسعاف والمطافئ في حال حدوث أي طارئ وأضاف ان كثير من الحرائق نشبت داخل العشوائيات وكنا نصل في ثواني معدودة ولكن ضيق الشوارع يجعلنا لا نتمكن من الوصول لمكان الحريق مما يعوقنا عن العمل ويهدد بكوارث. وأشار إلى انه يجرى العمل حاليا على إزالة بعض المباني الآيلة للسقوط بعد أن حصر ت اللجنة المختصة أكثر من 90 مبنى آيل للسقوط خلال السنوات الماضية.