عام 1970 نشر مهاتير محمد كتابا عنوانه “معضلة الملايو”، والملايو هم غالبية الشعب الماليزي مع أقلية من الهنود والصينيين، مختصر الكتاب أنه وصف الملايو بالكسل والغرور، لذلك هم متخلفون، وماليزيا متخلفة، بعد ثلاثين سنة لم تعد ماليزيا متخلفة، لأنه حدد المشكلة من البداية: عقلية غثاء السيل. في مدينة بوسطن الأمريكية منطقتان متجاورتان، الأولى تدعى روكسبيري وسكانها مسلمون، وفيها المركز الحضاري الإسلامي، والثانية بروكلين وفيها معبد سيناء اليهودي ومكتبة إسرائيل وسكانها بالطبع من اليهود والفرق واضح بين المنطقتين، أعلى معدل للجريمة وأفقر مكان للعيش في روكسبيري، وبالمقابل بروكلين الإيجارات مرتفعة والمكان مزدهر ونظيف، اليهود لا يتفوقون على المسلمين فقط في أمريكا، بل يتفوقون على الجميع بالمعيشة والصحة والتعليم، ففي دراسة نشرت عام 2008 على عينة وُجد أن اليهود في أمريكا أعلى دخل بنسبة %51 مقابل %19 للبقية، وهم أطول عمراً بنسبة %51 مقابل %41، وأعلى تعليماً بنسبة %59 مقابل %27 لبقية الأمريكيين، السؤال هنا لماذا؟ هنا تأتي عقلية الأقلية، فالأسرة اليهودية تهتم بتربية أبنائها، لغات أكثر، صقل مدفوع التكاليف -لا مراكز صيفية مجانية- لموهبة أو موهبتين على الأقل، تهتم بالصحة جيداً، وفي الأخير تأتي العلاقات الممتازة التي تصنعها المجتمعات التي تعيش كأقلية، نفس العقلية نجدها لدى العرب في البرازيل,مثلاً. ما نحتاجه الآن كبحر من المسلمين هو عقلية الأقلية، أن نكون أفضل وأكثر تعلما وتطلعا ودقة، أن لا نكون عالة أو غثاءً.