فوق صفحات المجلات والصحف وعلى مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي وعبر الشبكات العنكبوتية ورسائل الجوال المزعجة التي لا يستغني عنها أحد تنتشر الإعلانات التي تتظاهر بالخير وتدعي القدرة على تقريب وجهات النظر بين الباحثين عن حلم الزواج الشرعي مستغلة جهل بعضنا بعواقب ونتائج تلك الخطوة الخطرة المحفوفة بمخاطر الفشل وضياع حقوق الأزواج والزوجات.يبحث الرجل والشاب في مجتمعنا عن زوجته وشريكة حياته وأم أطفاله ومستقبل سعادته ويسلك الطرق المعروفة التي يلم بها ويعرفها الجميع يستعين بأصحابه ومعارفه وأقاربه وأهله ووالدته وشقيقاته يركز على الدين والتدين والأخلاق والأدب والجمال والحسب والنسب ويتنازل عن مميزات وصفات وشروط عدة لصالح الدين وفق حديث المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين تربت يداك) قد تحدث هناك ظروف وعقبات ومشاكل عدة لبعض الرجال والشباب تحول بينهم وبين حلم تحقيق الزواج الطبيعي منها المادي وهو يمثل بيت القصيد وقمة المشكلة ومنها النفسي وفيها السلوكي والعضوي والجسدي والصحي عندها يسيل لعاب بعضهم من كثرة تلك الإعلانات التي تقول اختر زوجتك وشريكة حياتك وفق شروطك الخاصة من جميع الجنسيات وبالألوان والأشكال والمواصفات والأعمار التي تبحث عنها فقط تواصل معنا وسوف تصل قريبا لهدفك الذي تبحث عنه منذ فترة طويلة، يتواصل الرجال والشباب مع أولئك السماسرة، وتدور حمى تلك التجارة الرائجة وتُدفع أموال طائلة دون وجه حق وقد يتم الزواج وقد لا يتم أبدا وحتى لو كتب الله أمرا كان مفعولا فذلك من خلف ستار الأنظمة والقوانين وتعليمات ولاة أمرنا التي تعترف بالصواب وتحارب الخطأ والتجاوزات، مع بالغ الأسف فإن المرأة مهما كانت جنسيتها وعمرها ولونها وشكلها قد صارت سلعة رخيصة تستغل حاجتها وجهلها فيتم إقحامها في مثل تلك الزيجات التي تقوم أسسها على الترويج من آجل المال ولأجل المال فقط بعيدا عن السعادة والحرية والقناعة التامة من طرفي الزواج وبعيدا عن تكوين الأسرة التي تسهم في بناء مجتمع متكامل تحفه الثقة وتغلفه التنازلات التي تحكم الزيجات السعيدة الآمنة المطمئنة من أجل ضخ دماء جديدة في جسد الأمة الواحدة من الأبناء والبنات الصالحين وتربيتهم تربية مثالية تخدم المجتمع ولا تضره.