عندما يبحث عريس عن عروسة ليتزوج ،ترتسم في ذهنه صورة معينة لفتاة أحلامه ،بعض الشباب السعودي والخليجي يبحث عن فتاة ذات مواصفات قد تكون نادرة بالمجتمع السعودي ،فهو يطلب فتاة شقراء بيضاء البشرة طويلة ممشوقة القد ناعمة الشعر ،وكأنه يبحث عن الدمية باربي ،وحتى باربي ليست بيضاء البشرة، عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: \" تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ \" مُتّفَقٌ عَلَيْهِ،،مجتمع عربي خليجي ووطن مرسوم على خط الاستواء ،حيث الشمس عمودية عليه ،فهل يتوقع وجود فتيات شقراوات تحت أشعتها ،أعرف شابا لم يتزوج حتى وصل سن الأربعين ،ومنذ كنت في مرحلة المراهقة ،كنت لا أزال أذكر طلباته وشروطه الغريبة التعجيزية ،فهو يريد فتاة طويلة ممشوقة القد بيضاء البشرة بل ناصعة البياض شعرها ناعم ،وكلما وجد فتاة فيها بعض المواصفات ووجد عنصرا ناقصا هرب من العروسة التي تقدم إليها ،والحقيقة إن والدته وإخوته استسلموا ويئسوا من الحصول على فتاة أحلامه الخيالية ،وفي النهاية تزوج من خارج السعودية فتاة تتوفر فيها مواصفاته التعجيزية من سوريا ،وغالب الشباب والمتزوجين أصبحوا يبحثون عن زوجة من بلاد الشام أو شمال أفريقيا حيث مصر والمغرب وغيرها من البلدان التي يشتهر أهلها ببياض البشرة في معظم السكان ،وبتلك الطريقة تتكدس فتياتها السمراوات ويصبحن عوانس ،وقد اعترفت لي إحدى الخطابات أن العرسان الأجانب لديها أوفر حظا من العرسان السعوديين ،وذلك لأن الأجنبي لا يشترط الجمال بل يبحث عن شريكة حياة حقيقية ،ويقبل بالفتاة السعودية التي ترضى به زوجا، صحيح إن بعض الأجانب يبحثون عن الاستقرار العاطفي والمادي مع الزوجة السعودية ،إلا إن العريس السعودي حسب قول الخطابة يبحث عن زوجة خيالية بمواصفات يندر وجودها لدى الفتاة السعودية المشهورة بسمرتها وجمالها العربي ،إن عقدة العروس البيضاء نابع من سببين، الأول وجود الفضائيات المتخمة بكل أنواع النساء والأزياء والفتيات الشقروات ،والسبب الثاني هو رغبة الشاب في تحسين النسل والتباهي بين الناس بعروسه ملكة الجمال ،هناك أم لشاب طلب ابنها زوجة بيضاء البشرة فلم تجاريه في طلبه وقالت له هي وإخوتها إذا كنت أنت تطلب هذا الشرط فمن سيتزوجنا نحن السمروات ،وفي النهاية أخذ فتاة حنطية في المنتصف لا هي بيضاء ولا سمراء ،وقد تتوفر في مجتمعنا الفتاة الحنطية والسمراء البرونزية ،وقد تتوفر البيضاء التي تكون لها أصول أجنبية ،أنا لا أحارب الزواج من أجنبية ولست ضده،لأن للناس فيما يعشقون مذاهب ،والرجل يعشق من عينيه ،لكني ضد الزواج من أجل الشكل والمظهر الخارجي ،فما يدريك ما هي أخلاق ملكة الجمال وما هي شخصيتها وكيف ستحافظ على مملكتها وبيتها ،أعرف شابا تزوج بفتاة ملكة جمال كانت نكدية وأخلاقها سيئة ،فطلقها وتزوج بفتاة عكس الأولى ليس فيها مسحة جمال لكنها ملكة في الأخلاق وعاش سعيدا معها ،السؤال الذي يفرض نفسه ،لماذا تتزوج أيها الشاب فتاة خيالية الجمال ،هل هي تحفة تتفرج عليها كل صباح ،أم هي زوجة تتحمل المسؤولية ذات شخصية مرنة تتلاءم مع شخصية الزوج ،عفوا أنا لا أهاجم في مقالي الشقروات ولا ذوات البشرة الفاتحة ،ولكني أسلط الضوء على جانب هام من جوانب الحياة الزوجية ،فالزواج لمجرد الشكل زواج مبني على أرض هشة وقد يجلب الرجل لنفسه الشقاء والعذاب من زوجته المدللة التي تعرف نقطة ضعفه يروي عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال:ً إياكم وخضراء الدمن ً فقيل وما خضراء الدمن ؟ قال : ُ المرأة الحسناء في منبت السوء ُ . وسواء صح الحديث او لم يصح فهو يعني : فساد النسب إذا كان الاصل غير سليم . (هذا الحديث ضعفه الألباني) ،و،الزواج شركة كبيرة تقوم على الحب والإخلاص والتضحية ،ثم أيها الشاب الذي تبحث عن زوجة شقراء ،ألم تلاحظ نفسك أو تنظر في المرءاة ،هل أنت أبيض أو وسيم لتقبل بك ملكة الجمال ،إنها أول ما تنظر تنظر إلى جيوبك وتفرض عليك طلبات وشروط مالية تعجيزية ،لأنها عرفت نقطة ضعفك ،فلماذا تتزوج ملكة جمال شقراء عبدا أسود ،لسواد عينية أم لحبها وعشقها له ،على كل شاب أن يفكر بالمنطق عندما يختار شريكة حياته ،بيضاء كانت أم سمراء ،هل عروسه هي فعلا الفتاة المطلوبة التي تستحق الزواج منها ،وهل فعلا ترضيه أم إنها نزوة وتمر ؟؟ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :فالمرأة التي ينبغي نكاحها هي التي يتحقق فيها استكمال هذين الغرضين و هي التي اتصفت بالجمال الحسي و المعنوي. فالجمال الحسي: كمال الخلقة لان المرأة كلما كانت جميلة المنظر عذبة المنطق قرت العين بالنظر إليها و أصغت الإذن إلي منطقها فينفتح إليها القلب و ينشرح إليها الصدر و تسكن إليها النفس و يتحقق فيها قوله تعالى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة))-( الروم-21). الجمال المعنوي: كمال الدين و الخلق فكلما كانت المرأة أدين و أكمل خلقا كانت أحب إلي النفس و اسلم عاقبة فالمراة ذات الدين قائمة بأمر الله حافظة لحقوق زوجها و فراشه و أولاده و ماله، معينه له على طاعة الله تعالى، إن ذكرته و أن تثاقل نشطته و أن غضب أرضته و المرأة الأدبية تتودد إلي زوجها و تحترمه و لا تتأخر عن شئ يحب أن تتقدم فيه و لا تتقدم في شئ يحب أن تتأخر فيه و لقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال: (( التي تسره إذا نظر و تطيعه إذا أمر و لا تخالفه في نفسها و لا ماله بما يكره))- رواه أحمد والنسائي