هل سمع أحد منكم عن دويلة داخل دولة؟ نعم هناك دويلات داخل دولة لبنان الشقيق، كانت دويلة «حزب الله» والآن هناك دويلات أخرى خرجت علينا بعد ثورة الشعب السوري، مثل دويلة «آل مقداد» التي ولدت دويلتها بالأمس فجأة وشكلت أجنحة متعددة، وأهم هذه الأجنحة الجناح العسكري الملثم المدجج بالسلاح! خرج زعيم هذه الدويلة ومعاونوه على الهواء مباشرة مهددين بحرق لبنان وقطع الطرق غير آبهين بالدولة الأم (الحكومة اللبنانية)، زعيم دويلة «آل مقداد» عصبي المزاج متهكم ديكتاتوري فتارة يتحدث لوسائل الإعلام، وتارة يطردهم! وفي كل مرة يخرج ليقول نحن سوف نخطف كل سوري مؤيد للثورة، وكل سعودي أو قطري أو تركي، لأن بلدانهم تدعم الثورة وسوف نخطف ونستمر بالخطف حتى يقوم الجيش السوري الحر بإطلاق سراح أحد المعتقلين من مواطني هذه الدويلة ويدعى حسان المقداد، الذي دخل إلى سوريا بصفة غير نظامية ومعه 1500 مسلح من حزب الله (قناصة) يقومون بقتل الأبرياء من الشعب السوري. وقد قامت الدويلة فعلاً بخطف كثيرين وحسب ما صرح زعيمهم أن لديهم أربعين سوريا وشخصا من الجنسية التركية، تم إخراجه على الهواء عبر الفضائيات وهم يجرون معه التحقيق، علماً أن هذا التركي دخل إلى لبنان للتو وخطف في طريق المطار، لا يعلم عن شيء وماذا يحدث وقال أنا مواطن تركي أعمل بالتجارة، ولدي اجتماع عمل، ولكن هذا لم يشفع له ليفرج عنه، بل طالب زعيم دويلة «آل مقداد» بمبادلته وهدد إن تعرض حسان المقداد لمكروه سوف نعاقب كل المختطفين، وأن دم حسان يساوي دم ألف مختطف. وقد تطورت قضية نشأة دويلة «آل مقداد» وتسارعت الأنباء والأخبار من هنا وهناك حيث صرح الزعيم بأن لديهم كنزا سوف يخبرون عنه في الوقت المناسب ويبدو أنهم خطفوا شخصاً مهماً، وفي وقت لاحق أكد زعيم دويلة «آل مقداد» أنهم سوف يوقفون عمليات الخطف لاكتفائهم بمن لديهم، مما تسبب في عراك وتلاسن عنيف داخل القاعة الرئيسية لاجتماعات وجهاء الدويلة، وكرر الزعيم طرد وسائل الإعلام وإيقاف التصوير للمرة الألف، ثم عاد هو ومن معه ليهدد بقصف السفارة السعودية والقطرية والتركية، خلال ثماني ساعات، وكذلك هدد باختطاف دبلوماسيين وزعم أن لديه مواطنا سعوديا مختطفا لم يتم التحقق بعد من صحة هذا. وعلى إثر هذه الأنباء وما تقوم به هذه الدويلة من أعمال خطف وتخريب وتهديد على مرأى ومسمع الدولة الأم «لبنان» عقد اجتماع الحوار للدولة الأم (الحكومة اللبنانية) برئاسة «سليمان» الذي يبدو أنه يقف عاجزا عن فعل شيء مما اضطر دول الخليج إلى المسارعة بالطلب من رعاياها مغادرة لبنان فوراً خشيةً عليهم من الخطف على يد الجناح العسكري التابع لدويلة «آل مقداد»، وأعتقد أن هذا الإجراء غير كاف، ويجب على دول الخليج اتخاذ إجراءات عقابية رادعة حتى لا تتجرأ عليها مثل هذه الدويلات الصغيرة القزمة، ويبدو أن هناك تحالفا بين دويلة «حزب الله» والدويلة المذكورة وإلا لما استطاعت أن تنشأ بهذه السرعة والسهولة دون أخذ موافقة الدولة الأم. وأنا متعجب من صمت الدولة الأم «لبنان» وعجزها التام عن كبح جماح دويلة «آل مقداد» المنفلتة من عقالها، بل إن هناك من أعضاء الدولة الأم من يؤيد هذه الدويلة الناشئة ويقف في صفها ويدعمها سياسياً ومعنوياً وربما مادياً. وأقترح على الدولة الأم (الحكومة اللبنانية) أن تقسم لبنان إلى دويلات وتفصل بينها بسياج مثلما فعلت إسرائيل بالضبط. ولدي عدة أسئلة واستفسارات لا أدري من يستطيع أن يجيبني ومن أهمها هل يسمح للأجانب بإنشاء دويلات والتملك داخل لبنان وكم التكلفة؟ فهناك من لديه هواية الصيد وهناك من لديه هواية لعب الجولف وغيرها!.