منذ أن أكدت مصادر رئاسة جمهورية مصر العربية أن الرئيس محمد مرسي سيشارك في قمة عدم الانحياز التي تستضيفها العاصمة الإيرانيةطهران في 30 من أغسطس الحالي، وذلك في طريق عودته من زيارته للصين المقررة في 27 من الشهر الحالي، والأقلام المسمومة لا تتوقف عن بث سمومها بغية أحد أمرين: إما أن يقاطع الرئيس محمد مرسي هذه القمة (لا لشيء إلاّ لأنها تنعقد في طهران!)، ومن ثم تظل العلاقات المصرية الإيرانية على حالها من الجمود الذي دام ثلاثين عاماً، أو بث الفتنة بين مصر والدول العربية وخاصة دول الخليج العربي بالزعم بأن التقارب المصري – الإيراني سيكون على حساب هذه الدول، ومن ثم يحدث نوع من القطيعة أو على الأقل الفتور في العلاقات المصرية – الخليجية! المروجون لتلك الفكرة الشيطانية لا يدركون جيداً عمق العلاقات المصرية – الخليجية، وخاصة العلاقات المصرية – السعودية، التي لا يستطيع أحد أن يزعزعها لأنها تنبع من القاعدة والقمة في آن واحد، فالشعب الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص تربطه بالشعب المصري علاقات متجذرة في مختلف المجالات، وقيادات الدول الخليجية تربطها أيضاً بالقيادات المصرية روابط أكبر وأسمى وأعمق من أن تهزها مشاركة في قمة تنعقد في طهران، أو تقارب اقتصادي مصري – إيراني بأي حال من الأحوال. ولعل اختيار المملكة العربية السعودية لتكون أول دولة يزورها أول رئيس مصري منتخب في تاريخ مصر الحديث، يؤكد هذا المعنى، ثم إن أول تهنئة على مستوى دول العالم للرئيس محمد مرسي بتوليه السلطة في مصر كانت من دولة الإمارات التي تحتل إيران جذرها الثلاث “طنب الكبرى” و”طنب الصغرى” و”أبو موسى”، فبأي عقل يفكر هؤلاء المغرضون الحاقدون على مصر ودول الخليج في آن واحد؟! ثم من قال إن الشعب المصري يقبل أساساً -حتى لو افترضنا جدلاً قبول رئيسه- أن يكون التقارب المصري – الإيراني وعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على حساب أمن دول الخليج واستقرارها؟! إن المشهد البديع الذي أخرجته لنا قمة مكة الأخيرة حينما رأينا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد معانقاً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ثم مصافحاً الرئيس محمد مرسي، يشي بأن المرحلة المقبلة ستشهد تحسناً واضحاً في العلاقات السعودية – الإيرانية، والعلاقات المصرية – الإيرانية، وكل ذلك سيصب بمشيئة الله في صالح العرب والمسلمين، ولن تفلح محاولات أعداء أمتنا في شق الصف العربي والإسلامي لحساب الصهاينة!