يؤكد سليم السهيلي أول عامل على «مدفع» رمضان في تبوك، أن خدمته استمرت مدة 39 عاماً، مبينا أنه حصل على دورة تدريبية مدتها أسبوعان قبل العمل الفعلي، حيث أرسل عام 1394ه إلى محافظة الخرج للتدريب، و تعلم طريقة عمل المدفع، ويضيف السهيلي بأن المدفع كان يسمى «مدفع المراسيم» لاستخدامه قديما في الاحتفالات والمناسبات، ويتم استخدام ذخائر صوتية استلمها من مدينة تبوك تطلق صوتا مدويا ووميضا يشاهد من حوالي 50 كم، وكان يلفت الأنظار فكانت أنظار الناس إليه، خاصة مع وجوده في أعلى مكان بالمحافظة. ويوضح السهيلي: ازدياد النمو السكاني وكثرة المساجد أدت إلى الاستغناء عن «مدفع» رمضان عام 1417 ه ويتذكر السهيلي أن المدفع كان يستخدم أيضا لتنبيه السكان خلال آخر يوم في رمضان بحلول العيد، عبرإطلاق مقذوفات صوتية عديدة في الوقت نفسه، منوها أن كثيرا من شباب اليوم لا يعرفون شيئا عنه. واستخدم المدفع في المحافظة في بداية التسعينيات الهجرية، حين كان في المحافظة مسجد واحد فقط، فكان سكان المنطقة وما جاورها من القرى ينتظرون صوته المدوي ووميض قذائفه ثلاث مرات في اليوم، خلال فترة الإفطار وبداية السحور والإمساك. من جهته يقول عيد محسن الذي يسكن في أطراف المحافظة» مدفع رمضان ماض وانتهى ويتذكر صوته ووميضه وكأنه اليوم فقال كنا ننتظر إطلاق قذائفه بفارغ الصبر لتنبيهنا للإفطار والسحور وتمنى أن المدفع لم يتوقف حتى مع كثرة المساجد لأنها عادة رمضانية جميلة رسخت في الأذهان. ومازال المدفع موجود حتى وقتنا هذا في المحافظة فقد تم وضعه في مكان بارز على جانب الطريق العام ملفت للأنظار و مايزال مدفع رمضان عالقاً في ذاكرة أهالي المنطقة، فهو يمثل الزمن الجميل لهم، قبل دخول التلفاز والأجهزة الكهربائية والمآذن، بل كان المدفع هو المنبه الوحيد لحلول وقت الإفطار و السحور، ومعلنا دخول شهر رمضان وبدء أيام العيد، لذا ارتبط مدفع رمضان في الأذهان بالروحانية و السعادة، فما إن يدوي صوته حتى يفطر الصائم و يشارك أهله و أصحابه مائدة الإفطار، ولكن المدفع الآن تلاشى مع«المسحراتي» بسبب انتشار وسائل الإعلام و«التكنولوجيا» الحديثة.