لا يزال الأحسائيون يتذكرون "مدفع رمضان" الذي اختفى منذ 23 عاماً، فلقد اعتادوا على سماع صوته مع أذاني صلاة المغرب ودخول وقت الإفطار، وصلاة الفجر مع وقت دخول الإمساك. ويقع "مدفع رمضان" على مرتفعات جبل "الطوب" في حي الفاضلية الشعبي وسط مدينة الهفوف بجوار سوق القيصرية البديل "سوق الخضار والفواكه سابقاً" في مدينة الهفوف، وسمي ب "الطوب" اشتقاقا من تسمية صوت دوي المدفع باللهجة المحلية، ويعتبر هذا المدفع الرمضاني الأكثر شهرة في مدن وقرى الأحساء، إذ توجد مدافع أخرى في بعض مدن وقرى الأحساء إلا أنها أقل شهرة. وأوضح أحمد الحدب "أحد كبار السن" أن مدفع رمضان في الأحساء، يعتبر في تلك الفترة أحد أهم التقاليد الشعبية المميزة للشهر الفضيل، ويحظى بتجمع أعداد كبيرة بالقرب من جبل "الطوب"، الذي هو عبارة عن تلال صخرية ترتفع عن مستوى سطح الأرض عدة أمتار قبل موعد الإفطار لمشاهدة طريقة إطلاق القذيفة "البارود" وسماع صوت دوي المدفع، مبيناً أنه كان يجري الاستعداد لتشغيل المدفع في موقعه قبل أسبوعين من شهر رمضان، كما يتم تنفيذ "خيمة" بجانب المدفع كمقر إقامة للعاملين على المدفع ولتخزين قذائف "البارود"، ويستمر العاملون على المدفع في عملهم حتى فجر يوم العيد بإطلاق مجموعة من القذائف إيذاناً بحلول شهر شوال. وقال علي العبدالسلام "أحد كبار السن" أيضاً لمدفع رمضان ذكريات جميلة لدى الأجيال التي عايشته، وكان إرثاً محبباً للجميع في الشهر الفضيل، ولا يمكن نسيان تلك الذكريات، حتى أن الكثير من الصغار والكبار كانوا ينتظرون قدوم شهر رمضان حتى يتجمعوا على مقربة من جبل "الطوب" لمدة 30 يوماً لحضور لحظات إطلاق القذائف وسماع الصوت. واستعاد باقر الغزال "أحد كبار السن" أيضاً، ذكريات المدفع في الأحساء، بالإشارة إلى أن العاملين على إطلاق القذائف، يتولون بعد كل إطلاق قذائف تنظيف المدفع من شوائب البارود، ويوجد بالقرب من المدفع 5 أفراد، وبعض المترددين على موقع الجبل، يحضرون معهم بعض المأكولات والمشروبات لتناولها بعد الانتهاء من إطلاق القذائف، واصفاً ذلك المنظر ب "الجميل" حتى أنه بات كتقليد سنوي قبل أن يتوقف، كما يحرص بعضهم على إحضار كاميرات تصوير فوتوغرافية لالتقاط الصور التذكارية، لافتاً إلى أنه يتم إطلاق 3 قذائف عند الإفطار و3 أخرى عند الإمساك و3 أخرى عند السحور في تمام الساعة الثانية عشرة من بعد منتصف الليل و7 قذائف ليلة إعلان دخول شهر رمضان و7 قذائف فجر يوم العيد وفي بعض السنوات تطلق يوم العيد بقية القذائف المتوفرة.