يبين نصير محمد (عامل في بيع وتشكيل الأحجار الكريمة منذ ربع قرن) أن تجارة الأحجار الكريمة من أقدم المهن، ولاتزال رائجة عالمياً كموروث قديم، لاسيما في الدول العربية وإيران، والهند، وباكستان، التي تعجّ بمختلف أنواع الأحجار الأصلية و»المقلدة»، مثل «العقيق» بأصنافه الثلاثة، اليماني، والسليماني، والإسماعيلي، وأفضلها «اليماني»، أما أشهر ألوانه فهو «الكبدي» بدرجاته. إقبال الجنسين ويشير محمد إلى إقبال الجنسين على شراء «العقيق»، بسبب جماله، خاصة حين تطعم به المصوغات «الذهبية» و»الفضية»، ويعدد نصير مزيداً من أنواع الأحجار، ك»الفيروزج» الإيراني ذي اللون الأزرق بدرجاته، و»الزمرد» الأخضر، و»الزفير» الكحلي، بالإضافة إلى حجر «الياقوت» المتعدد الألوان، كالأحمر والأصفر والأزرق، مؤكداً أن أجود أنواع «الياقوت» قد تفوق في قيمتها قيمة الماسة من نفس الوزن. نقوش نادرة ويذكر عاشق الأحجار الكريمة، محسن التركي، أنه يقتني مجموعة من «العقيق» بأصنافه، كالمزهر، والمصور، والأحمر، والبني، وأجودها الأحمر والمصور، وأضاف أن الشكل والحجم النادرين يحددان قيمة «العقيقة»، ويتراوح سعر «الفص» الواحد الأصلي بين 500 و1500 ريال، موضحاً أن البعض يشترون «العقيق» بأسعار تفوقها، لاسيما ذات الحجم النادر، أو الرسوم المميزة، كالمنقوش عليها لفظ الجلالة، أو اسم النبي «محمد» عليه الصلاة والسلام، أو القريبة من خرائط بعض الدول. اعتقادات «سائدة» ويرجع التركي هذه الأخبار إلى «اعتقادات سائدة» منذ العصور القديمة، وفي حين يؤمن البعض بمنافعها، يعتقد آخرون أنها مجرد ادعاءات ناتجة عن «التوهم»، ويؤمن ذلك ما هو ينفع في تخفيف الصداع، أو لإيقاف نزف الدم، ومنها ما يلتصق به الحديد ويفسر بإعطاء القوة لمرتديه، وصولاً إلى جلب «السعادة»، ودفع «العين» والأمراض، وتختلف الأحجار الكريمة المفضلة للشخص، تبعاً ل»ذوقه».ويؤكد البائع المتجول أبوسامي، أن معظم الأشخاص من مختلف دول العالم يعتقدون بمنافع الأحجار الكريمة، كاعتقادهم بأن الأزرق منها يقي من الحسد. فوائد متعددة ويشير يوسف الشواف إلى حرصه على ارتداء حجر «العقيق» اليماني، أسوة بالنبي عليه الصلاة والسلام، كما أنه يسمع عنه كثيراً من القصص المتداولة بين الناس، حول فوائده في تخفيف الصداع أو إيقاف نزف الدم، كما أن بعضها يلتصق ب»الحديد»، الأمر الذي يفسر بقدرته على إعطاء القوة لمرتديه، ويفضل حسين الصالح حجر «الفيروزج»، و»الدر»، و»العقيق» اليمني اقتداءً بسنة الرسول الكريم، ومن باب الزينة بالإضافة إلى تعدد منافعها.وأوضح مدرس مادة «العلوم» لؤي العمران، بأن الدراسات العلمية أثبتت دخول بعض المعادن والعناصر في تركيب الأحجار الكريمة، التي تكونت عبر عقود داخل الصخور، أو في أعماق الأرض والبحار، لذا يؤثر بعضها مباشرة في جسم الإنسان، لتضمنه كثيراً من المعادن، ما يعزز الاعتقادات الشائعة بتأثيرها. محسن التركي يوسف الشواف لؤي العمران