تعد تجارة العقيق من الأعمال التي أصبح لها رواج كبير بين الناس، والتي يعمل بها مختصون وخبراء في معرفة انواعها، ممن لديهم القدرة على التمييز بينها، حيث تحتوي على ألوان وأصناف مختلفة سواء في نوع الخاتم أو الفصوص والتي تتفاوت أسعارها حسب النوع والقيمة. في البداية يقول عبدالغني فارع: يعتبر حجر العقيق من الأحجار التي تجذب الكثير من الناس والاقبال عليه واقتنائه وشرائه، وقد جاوزت شهرته حدود جمالياته وفنه. فللعقيق اليماني مزايا كثيرة واستخدامات مختلفة تجذب الناس إليه، وفيه من الخصائص الفنية التي يتمتع بها ألوانه الأخاذة وأحجامه النادرة إلى جانب الزخارف التي يحتوي عليها من صور وأشكال ورسومات متعددة، فضلاً عن الرونق الجمالي الذي يضفيه على المصنوعات الذهبية والفضية عندما تطعم به. ويضيف فارع: أن الخواتم بالنسبة للرجال انواع ومنها العقيق والفيروزي والإيراني وغيرها من الاحجار الكريمة والمعروفة. مراحل التهيئة ويقول يحيى صنعاني أحد تجار العقيق: أنه يمر بعدة مراحل تبدأ باستخراج المادة الخام من المناجم، ومن ثم تقطيعها بأحجام مناسبة، وختم هذه القطع بالطين المبلل بالماء قبل وضعها تحت درجة خاصة بفرن لفترة 24ساعة، ثم يأتي دور المهنيين والمحترفين من خلال تنظيف القطع بعد إخراجها من الفرن من الشوائب العالقة بها، وتقطيعها بأدوات خاصة بدقة فائقة على شكل فصوص مختلفة الأحجام والأشكال والألوان قبل وضعها في النار ودلكها عدة مرات وصولاً إلى "مجر الطباشير"، الذي بدوره يعمل على تلميع الفص وتنعيمه وإبراز لونه وهي المرحلة الأخيرة. ويستخرج العقيق الخام من المناجم على هيئة كتل مختلفة الأحجام تتراوح أوزانها ما بين نصف كيلو إلى كيلو غرام، ويتطلب استخراجها إلى جهود جبارة وخبرة في شق الصخور وأماكن تواجد عروق العقيق وكيفية استخراجها، وهي لا تتوفر إلا لدى المختصين ومن يتوارثون أعمال استخراج الأحجار الكريمة. ويضيف صنعاني: ينقسم العقيق اليماني بشكل موجز وحسب ما هو متداول الآن في الأسواق إلى أنواع كثيرة منها العقيق الاحمر والكبدي والرماني والعقيق المصور والمشجر والمزهر. جودة وصلابة ويقول علي باحمد أحد خبراء الأحجار الكريمة: إن احجار العقيق اليماني تستخرج من قمم الجبال وبطون الأودية فمنه ما يكون قريبا من السطح ومنه ما يتم استخراجه من عشرات الأمتار من باطن الأرض. ويستخرج ايضا من أنواع مختلفة من الصخور فمنه ما يتواجد في صخور ذات صلابة عالية جدا ومنه ما يستخرج من صخور رملية قليلة الصلابة. ويقول حسن علي من تجار العقيق بالاحساء: لقد اشتهر أهالي الأحساء بتعلقهم بالأحجار الكريمة منذ عقود طويلة، حيث يقبل على شرائها الصغار والكبار، وتباع في جميع مدن وقرى المحافظة، وهي تستجلب من عدة دول من بينها باكستان والهند واليمن والعراق، وتشمل العديد من الأحجار الكريمة النادرة، كالماس والياقوت والأوبال والتوبار والزمرد والعقيق اليماني واللؤلؤ. وتباع بأسعار متفاوتة بحسب جودتها.