تفاعل الجمهور مساء السبت الماضي مع الفيلم السعودي «ست عيون عمياء» في سينما سبعة في مول الإمارات في دبي، ضمن عروض «أصوات خليجية» في فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي. وعلى الرغم من الرمزية التي غرق فيها الفيلم، إلا أن طرافة الفكرة، وغرابة النهاية، جعلت الحضور يصفقون إعجاباً بما شاهدوه. وتمكن الممثل السعودي عبدالمجيد الكناني من نقل صورة حية عن السينما السعودية بعد العرض، بمشاركته في الحوار مع الجمهور والإجابة عن التساؤلات المطروحة باللغتين العربية والإنجليزية. أوضح من خلالها أهمية التواصل مع العالم الخارجي، وكيفية توظيف اللعبة الجمالية في السينما.فيلم «ست عيون عمياء» من تأليف وإنتاج عبدالله آل عياف، وتصوير بدر الحمود، وناصر اليامي، والمهند الكدم، وبطولة أحمد الملا، وعبدالمجيد الكناني، الذي كان الحاضر الوحيد في المهرجان من طاقم عمل الفيلم. الرمزية والجماليات وحول المشاركة، تحدث الممثل السعودي عبدالمجيد الكناني ل«الشرق» بعد انتهاء العرض قائلاً «إن المهرجانات تحقق لنا انتشاراً أسرع، فنرى شرائح أكثر، ونستفيد من التجارب الأخرى»، مؤكداً أن الشباب السعودي المهتم بالسينما يحب أن يعرّف العالم به، وببلده، وبما يقدمه في هذا المجال. ورأى «الكناني» أن ال»يوتيوب» حالياً هو وسيلة التغلب على عائق عدم وجود صالات عرض في السعودية. وعن كون فيلم «ست عيون عمياء» يندرج في نطاق السينما الرمزية، ما يجعله صعب الفهم على الجمهور عموماً، أبدى عبدالمجيد الكناني تفاؤله بأن جزءاً من الجمهور سوف يفهم الفيلم، وهذا أمر جيد.وأجاب الكناني عن سؤال «الشرق» فيما إذا كانت نسبة المشاهدة الكبيرة ل»مونوبولي»، في زمن قياسي على «يوتيوب»، وهو كاتب سيناريو الفيلم، تعد حافزاً لإكمال المسيرة في أفلام ذات طابع توعوي هادف، فقال «مجموعة كبيرة من صناع الأفلام في السعودية ترى أن صناعة الأفلام فن مختلف. وفي المقابل، هنالك كثير من الأشخاص يحبون أن يصنعوا فيلماً يركزون فيه على القضية، أو الفكرة، أو الهدف، وينسون الجماليات، والشكل الفني، وأنا ضد هذا الأمر؟».
البيئة السعودية وأكد الكناني أن «الفن متعة وجمال، ثم تلحق به القضية، أو الفكرة، وغير ذلك... ليس لدي مشكلة أن أرى فيلماً لا يقدم فكرة واضحة، لكنه جميل وممتع.. إذ تكفيني صورة جميلة تغذي عيني وروحي». وتابع «نحن نتاج هذه البيئة، والبيئة عندنا زاخرة بالإبداع. كل شيء في السعودية جميل.. فيها الجبل والبحر، وفيها الصحراء.. وأنا أفتخر بأني من هذا البلد.وأضاف «أرى أن البيئة السعودية ملأى بكمٍّ غير طبيعي من الإبداع، فقط نحتاج لأن يترك المجال لتسويقه..وبخصوص توظيف الصورة البصرية في «مونوبولي»، والختام الذي يقترب من «الوعظ»، قال الكناني «هذا هو المهرب الوحيد، فأنا لم أكن أتخيّل، وكذلك مخرج الفيلم بدر الحمود، أن نصنع فيلماً في نهايته رسالة.. حتى فكرة الفن الهادف لا أقف معها، لا يوجد شيء اسمه فن هادف.. الفن فن. ولكن ما الذي جعلنا نأخذ هذا المَخرَج المختلف؟ لأن الفيلم كان (ديكودراما) فيه وثائق.. ولديك الحرية في أن تظهر كلاماً إنشائياً.. هذا هو المهرب، لو كان كله دراما لكنت أتفق معكم مائة في المائة. وبالمناسبة، جزء كبير من الشخصيات تمارس مهنتها في الواقع .واختتم عبدالمجيد الكناني حديثه ل»الشرق» قائلاً «الشباب الآن أصبحوا رقماً فارقاً يجب أن يُستمع لهم، وبعناية أيضاً»، مضيفاً «كنت أسمع كثيراً من رجال المرحلة القديمة، وعذراً منهم، وهم يقولون إنهم يريدون النزول للشباب. وللأمانة، أقولها اليوم: يجب أن يصعدوا هم إلى الشباب».