ارتفعت نسبة الطلاق في المملكة بشكل كبير في الأعوام الأخيرة ووصلت إلى 40%، حيث ينتج الطلاق عن سوء التفاهم بين الزوجين، أو تداعيات أخرى منها، فقد مهارة التواصل وضعف الاحتواء العاطفي، أو حتى وقوع الطرفين في الخلافات المادية. ودعا اختصاصيون نفسيون الأزواج إلى دخول دورات تأهيلية قبل عقد القران، تفاديا للمشكلات الزوجية التي يمكن أن تحدث بعد الزواج وإنجاب الأطفال، الذين دائما ما يكونون ضحية الأبوين. أسلوب الحوار وأوضحت المطلقة أم محمد أنها قد طلبت الطلاق من زوجها، وذلك لعدم وعي الزوج بأسلوب الحوار وعدم فهمه لها، وقناعته أنه دائما على حق وهي على خطأ، حتى وصلا إلى الانفصال، وأشارت أن أكثر الرجال يفتقدون لمهارات الحوار ولاينظرون إلى احتياجات زوجاتهم. بينما ذكر خالد السندي أنه قد تبين له بعد زواجه بفتره بسيطة عدم توافق تفكيره مع تفكير زوجته كونها غير متعلمة، مما أدى إلى انعدم إمكانية الاستمرار بينهما، مشيرا أن زواجه منها كان تقليديا عن طريق اختيار أهله للفتاة، ولم يتعرف عليها غير ليلة الدخلة، فلم يستطع العيش معها، وأقدم على طلاقها خشية أن يظلمها معه، كي تجد من يتوافق معها وتعيش بسعادة. احتواء عاطفي وقالت أم مشعل إنها تطلقت منذ ثلاثة أعوام، مبينة أن سبب طلاقها يتجلى في انعدام الاحتواء العاطفي بينها وزوجها، وقالت» تحتاج المرأة للحنان والحب، وقليلون هم الأزواج الذين يستطيعون منحها ماتريد»، مؤكدة أن أغلب أسباب طلاق النساء ناتجة عن انعدام الاحتواء العاطفي من قبل الرجل، مشيرة أن من النساء من يبحثن عن العلاقة غير الشرعية ليملأن فراغهن العاطفي الذي تسبب به أزواجهن، ما يؤدي إلى مشكلات جسيمة تصل إلى الطلاق. خيانة زوجية وعبرت جود صالح عن حبها الكبير لزوجها، إلا أنها تطلقت منه بعد أن اكتشفت خيانته لها مع أخرى، فتحول حبها له إلى كره عميق طلبت على إثره الطلاق. في حين بينت المطلقة ليلى سعود أنها تطلقت من زوجها نتيجة تصرفاته السيئة معها، حيث إنه يستغلها كونها موظفة، وقالت «كان زوجي يسألني عن راتبي باستمرار ويعاملني معاملة جيدة، وبعد أن حرمته من راتبي تغيرت معاملته لي، وخيرني بين طلاقي أو إعطائه راتبي كل شهر، وزادت المشكلات بيننا حتى طلبت منه الطلاق، إلا أنه لم يطلقني، فاشتكيت عليه في محكمة الرياض، ورفض تطليقي إلا بعد أن أعطيه مبلغ ثمانين ألف ريال، فوفرت المبلغ وتطلقت منه بحمد الله. وأوضح أبو خالد أن علاقته وطليقته دامت خمسة أعوام تقريبا قبل الطلاق، وله بنتان، إلا أنه لم يكن سعيدا في حياته، بسبب تدخل أهل طليقته بينهما باستمرار، وقال» كبرت المشكلات بيني وبينها، حتى قررت طلاق زوجتي وأم أبنائي»، مشيرا أن تدخل الأهل في حياة بناتهم يحمل نتائج سلبية مالم يكن في الخير. دورات تثقيفية وذكر الاختصاصي النفسي الدكتور وليد الزهراني أن الطلاق يشكل نسبا كبيرة في المملكة وينتج عن سوء تفاهم الزوجين، وأن تفادي هذه الظاهرة لايتم إلا عن طريق فحص الزوجين نفسيا قبل الزواج لمعرفة مدى التوافق بينهما، واعتماد الجهات المختصة لذلك، إلى جانب تقديم دورات تثقيفية تطويرية للزوجين قبل عقد القران، مقترحا إيجاد مواد في المدارس من قبل وزارة التربية والتعليم للمرحلة الثانوية، تختص بتعليم الأجيال الجديدة ثقافة التعايش الأسري بين الزوجين وكيفية تخطيهم للأزمات على أنواعها. وأشار أن السن المناسب لزواج الفتاة يبدأ من 24 عاما فما فوق، وللرجل من سن 27 عاما فما فوق، وبذلك يمكن تقليص نسبة الطلاق في المملكة إلى حد ما.