الطلاق.. ذلك الغول الذي يتهدد الكثير من البيوت خطر تسلل الى المجتمع واستفحل خطره، وبات سيفاً يتربص بالزيجات والأبناء الذين غالباً ما يكونون الضحايا فأغلب الرجال يتغلبون على مشكلات الطلاق وهم أكثر من يستوعبون أو يحتوون آثاره السلبية فما أسهل ان يكرر المحاولة ويأتي بزوجة أخرى بعكس المطلقة التي تجني وحدها الحسرة والنظرة السلبية من المجتمع وقد تكون هي الضحية والمجني عليها وليس لها دخل في حدوث الطلاق، ولهذا فالمجتمع مطالب بنظرة أكثر عطفاً على المرأة "المطلقة" وان يمد لها طوق النجاة لتبدأ حياتها من جديد، لا ان يحبسها في سجن الشك والريبة والخوف من العار!! بينما يطلق للرجل الحرية ويقبله زوجاً مرة أخرى وكأنه لم يكن وحده سبب الطلاق وايذاء مطلقته. وكم هي مثيرة للأسى والمرارة حكايات المطلقات نروي هنا بعض هذه المآسي على لسان صاحباتها ننقلها كصرخة في آذان المجتمع تستنطق الرحمة والعطف ولنتلمس ان هناك بعض الأسباب التي ربما لو تحريناها جيداً قبل ان نقبل إتمام الزوج لأمكن ان نفوت على المجتمع الكثير من هذه الكوارث الاجتماعية والإنسانية زوجة تحكي وتقول إنها طلقت بعد خمسة أشهر فقط من الزواج وأخرى بعد 14شهراً وثالثة بعد بضع سنوات لكن ان يحدث الطلاق بعد 21عاماً، فهذا أمر يثير الحيرة كما يثير الألم والمرارة. ونداء نوجهه للمجتمع كي يتفحص من جديد أسباب المشكلة، ولماذا تحدث وتتراكم في المجتمع لتخلف مشكلات ومشكلات مركبة وعواطف تنكسر وينكسر أصحابها ومطلقات يضيق عليهن المجتمع الخناق لأنهن قد يجلبن للأهل العار.. والدعوة نطلقها لمشايخنا وعلماء الاجتماع وعلم النفس والأسر لكي نبحث في الأسباب ونتلمس طرق العلاج أو ان نحصر الأزمة في أضيق نطاق فكما ان هناك زواجاً فلابد أيضاً ان يكون هناك طلاق لكن عند نسب معقولة.. وإلى حصيلة ما اقتطفناه ونحن نتعقب تلك القضية: وأوضحت الدكتورة سلوى عبدالحميد الخطيب من جامعة الملك سعود ان الطلاق عادة لا يتم نتيجة لعامل واحد فقط بل لعدة عوامل مترابطة وأهم أسباب الطلاق من وجهة نظر المطلقات هي سوء الأخلاق واختلاف طباع الزوجين وتدخل الأهل وظهور أنواع من الزواج من المسيار والمسار والادمان والضغوط الاقتصادية والمالية والجفاف العاطفي. وأشارت الدكتورة سلوى في ورقتها عن ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي إلى ان زيادة المشكلات والضغوط الاقتصادية التي تواجه المتزوجين أضعفت النظرة للزواج هدفاً في حد ذاته. وأكدت ان معظم حالات الطلاق التي استعرضتها لم يكن سبب الطلاق يرجع إلى عامل واحد فقط، بل إلى مجموعة من العوامل المرتبطة. عرض لحالات المطلقات @ الحالة الأولى: صيتة، عمرها 40عاماً وزوجها السابق 54عاماً ربة منزل حاصلة على الثانوية العامة تم الزواج بشكل تقليدي فقد رشحتها زوجة أخيه له، رآها الرؤية الشرعية مرة واحدة فقط ثم تم الزواج. المستوى الاجتماعي للعائلتين مرتفع ومتقارب ويعيشان في مستوى اقتصادي جيد. تم الطلاق بعد 21عاماً من الزواج لديهما أربعة أبناء بنتان وولدان ترى ان مشكلاتهما بدأت منذ شهر العسل فقد كان يهوى مغازلة النساء وفكرت في الطلاق لكن لم يشجعها أحد من أهلها على ذلك لقول أمها "بكرة يكبر ويعقل" أهم أسباب الطلاق من وجهة نظرها بخله الشديد وعدم تحمله للمسؤولية واعتماده على أهلها لتأمين احتياجاتها واحتياجات أبنائها، حتى مصاريف مدارس أبنائها والدها الذي يتحملها. ففي بداية حياتهما كان والدها يؤمن لها الكثير من احتياجاتها لمساعدته كشاب مبتدئ، إلاّ انه استمر على ذلك حتى بعد ان تحسنت أوضاعه المالية اعتمد على أهلها لتأمين طلباتها فهي مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة في المنزل هي الرجل والمرأة في نفس الوقت. فكرت في الطلاق جدياً قبل 7سنوات لكنها خافت ان تصدم والدها المريض في ذلك الوقت، وتتذكر دائماً نصائح والدتها "بنت الأصول تتحمل وتصبر" فصبرت عليه. تؤكد هذه الحالة ان قرار الطلاق لم يكن قراراً عشوائياً تم بين ليلة وضحاها بل كانت تفكر فيه عدة سنوات ولكنها كانت تتراجع حرصاً على أبنائها وأملاً منها في ان يتغير. السبب الأخير الذي جعلها تتخذ قرار الطلاق هو انطوائيته في السنوات الأخيرة نتيجة لتقاعده المبكر وبعده عن الناس ومحاولة ابعادها عن الناس مثله، دائم النقد لها ولشكلها رغم جمالها ومحاولة زعزعة ثقتها بنفسها. انفصلا جسدياً لمدة عامين حيث ينام كل منهما في غرفة منفصلة إلى ان وصلت إلى مرحلة لم تعد تستطيع ان تتحمله أكثر من ذلك بل أصبحت تكرهه كل يوم أكثر عندئذ تركت منزل الزوجية وذهبت إلى دار أهلها. أكدت لي أنها ليست نادمة على الطلاق بل نادمة على انها لم تتخذ القرار قبل ذلك، قالت لي أنها تسأل نفسها يومياً لماذا صبرت كل هذه السنين؟ لماذا تحملت؟ لكنها ترى أنها وصلت لمرحلة لم تعد فيها قادرة ان تتحمل أكثر من ذلك فأصبحت تعاني من القولون والصداع ا لنصفي والاكتئاب، وأصبحت تتردد على العيادات النفسية. عند ذلك الوقت فقط قررت الطلاق وتركت المنزل بلا رجعة. أهم أسباب الطلاق: - البخل الشديد رغم إمكانياته المادية الجيدة. - عدم تحمله المسؤولية. - اللامبالاة والسلبية. - الجفاف العاطفي. - انعدام الحوار بينهما. - الانطوائية والعزلة والبعد عن الناس. @ الحالة الثانية: العنود، تزوجت وعمرها 19سنة وعمره 29سنة. عاشت معه 6سنوات وطلقت ولديها ولد وبنت. الزواج تقليدي عن طريق أحد الأقارب ومدة الخطبة كانت ستة أشهر لكن لم يكن بينهما الا المكالمات الهاتفية مرة كل شهر، تبرر ذلك بقولها: "بعد كتب الكتاب زوجي ما طلب يشوفني الا يوم الفرح، وانا استحيت اطلب اني اشوفه". اهم اسباب الطلاق من وجهة نظرها: - عدم تحمل الزوج للمسؤولية فهي التي تتحمل جميع التزامات أسرتها. - الجفاف العاطفي : ترى أن زوجها لم يكن يحبها، تزوجها طمعا في الراتب. - الخيانة الزوجية: اذ أن زوجها كان يسافر الى الخارج بشكل مستمر لاقامة علاقات مع الأخريات بحرية. - زواج المسيار: ترى أن زواج المسيار هو السبب الرئيسي لطلاقها، "زوجي حولني مسياراً صارت هي الأساسية وأنا المسيار، يكون عندي ايام الاسبوع تعبان، وهي يجيها في عطلة نهاية الاسبوع مرتاح يفسحها ويهنيها "هذه السيدة تقول: انا مع التعدد لكن ماني مع زواج المسيار لأن في التعدد الزوجة الثانية عليها مسؤولة لكن الزوجة المسيار ما عليها اي مسؤولية، ورأي هذه السيدة في الزواج المسيار كما يلي: "انا انسانة ملتزمة ألبس العباية على الرأس، اعتب على شيوخنا لانهم لا يتحدثون عن حقوق الزوجة دائما يتكلمون عن حقوق الزوج وما يتكلمون عن حقوق الزوجة، ساءت حالتها النفسية وأصبحت تتردد على الأطباء النفسيين والمشعوذين قررت الطلاق. اود اشير هنا الى أن العديد من السيدات المطلقات ابدين تخوفهن من زواج المسيار وخطورته على الأسرة وانتشاره بين معلمات المدارس. @ الحالة الثالثة: هالة تزوجت وعمرها 23سنة وعمره 29سنة تعمل مدرسة وهو موظف في احدى الدوائر الحكومية، تزوجت بشكل تقليدي تربطها علاقة قرابة بزوجها فوالدته ابنة عم ابيها، تزوجت هربا من ظروفها الاسرية السيئة والدها متوفي، ووالدتها تخلت عنها وعن اخوتها وهي طفلة صغيرة وتهدد عمها بتربيتها، كل احلامها كانت ان تلبس الفستان الابيض الطويل وان تجلس في الكرسي الامامي للسيارة، ورأت زوجها مرة واحدة فقط قبل الزواج "النظرة الشرعية" ثم تم الزواج عاشت مع زوجها 4سنوات ونصف ثم طلقت ولديها طفلتان. وعن اسباب طلاقها تقول "هو ما يحبني امه اختارتني له وجلست بكر ثلاثة شهور ما دخل علي، امه كانت مسيطرة عليه وكانت تكلمه في نصف الليل ويحكي لها كل اخبارنا بالتفصيل، وبيتنا كان له ثلاث نسخ من المفاتيح نسخة له، ونسخة لي، ونسخة لأمه تدخل بيتنا في اي وقت عندما تزوجته كان عندي نصف مليون ريال اخذها وأنفقها على شهواته كنت احلم ان زوجي يكون كل شيء في حياتي وأكون أنا كذلك له لكن لما تزوجت كنت دائما لوحدي، وهو مع اصدقائه. ويمكن تحديد اهم اسباب الطلاق في هذه الحالة: - طريقة الزواج: فالزوج يرى ان زوجته فرضت عليه من قبل والدته وليست من اختياره. - الخيانة الزوجية: فقد كانت له علاقات متعددة مع النساء. - جفاف العواطف: فقد كان فظا شحيحا في عواطفه وفي تعامله معها. @ الحالة الرابعة: منيرة تزوجت وعمرها 24عاما وهو 27عاما الزواج كان تقليديا فهو صديق زوج اختها، مستواه التعليمي اقل من مستواها التعليمي حاصلة على الشهادة الجامعية وتعمل مدرسة، هو خريج ثانوية عامة، يعمل باحدى الشركات باربعة الاف ريال وفصل من العمل لكثرة غيابه وعدم التزامه بالعمل، عند الطلاق لم يكن يعمل مستواها الاجتماعي ومتقارب وتصف علاقتهما كما يلي "انا لما تزوجته كان فخوراً بي امام الناس لاني كنت من أوائل الدفعة في الجامعة واهلي مرتاحون ماديا، لكن كان بيني وبينه كان يحس اني ولا شيء"، عاشت معه سنة وشهرين وتم الطلاق واهم اسباب الطلاق من وجهة نظرها: - الادمان وشرب المواد الكحولية بشكل مستمر. - كثرة السهر مع الاصدقاء والعودة الى المنزل وتفوح منه رائحة الكحول. - اختلاف المستوى التعليمي. @ الحالة الخامسة: حصة تزوجت وعمرها 26عاما والزوج عمره 40عاما تعمل ادارية في مدرسة وهو يعمل مدير مدرسة، تم الزواج قبل ثلاث سنوات بشكل رسمي لانها صديقة اخته وتم الطلاق بعد خمسة اشهر من الزواج، خطبت لمدة عام وكانت زياراته محدودة لانه من قرية قرب الرياض، تصف علاقاتهما كما يلي: انا ماكنت مرتاحة منذ مدة الخطبة، كنت دائما اشعر انه غير راغب وقلت يمكن عشان فارق السن، وكنت أحس انه في شيء غريب وما اعرف ماهو وكنت اقول له (نسيب) بعض يقول حرام تهدمي الزواج على مجرد احاسيس، وهو كان كتب كتابه مرتين قبلي وطلق، اتوقعت ان الزواج يقربنا لكن ما حصل "كنا دايما نتهاوش وكنت احس انه يخاف مني لقوتي وما كنت تعجبه تصرفاتي واستقلاليتي وهو كان يبغاني انسانة متلقية ما يبغاني مستقلة، وانا تربيتي غير، انا كنت اتوقع انه يتغير مع الوقت". اهم اسباب الطلاق من وجهة نظرها: - تجربتها الجنسية كانت سيئة اذ لم يستطع الدخول بها في شهر العسل وعادا بعد عشرة ايام من السفر، واضطرت لمراجعة الطبيب واخذ مهدئات لذلك. - استمرت علاقتهما الجنسية مضطربة ومحدودة جدا وبالتالي انعكس على علاقتهما الزوجية. - كثرة الخلافات لاتفه الاسباب لان كلاهما انفعالي. - اختلاف البيئة التي نشأ فيها كل منهما، فهي تربت في الرياض وتتمتع بشخصية قوية مستقلة، وجريئة، وهو تربى في قرية منغلقة يرى ان المرأة يجب ألا تخرج من البيت الا مع زوجها او ولي امرها. - جفاف العواطف، كان فظا في تعامله معها، غريب الاطوار، ترى أنه ليس هناك تقارب نفسي او جسدي بينهما، تصف علاقتهما كالاخوة لا كرجل وامرأة. - تعتقد ان الزواج بالنسبة له واجب اجتماعي اراد القيام به لارضاء الناس والمجتمع المحيط به وليس رغبة في الزواج حقا. أما بالنسبة للعوامل المؤثرة في الطلاق فقالت انه من خلال تحليل للحالات السابقة وجدت ان هناك عدة عوامل اجتماعية مؤثرة في الطلاق مثل: - سن الزواج: تؤكد هذه الدراسة وجود علاقة ايجابية بين سن الزواج والطلاق، اذ ترتفع معدلات الطلاق بين صغيرات السن عنها بين كبيرات السن وذلك لقلة خبرتهن ومعرفتهن بمتطلبات الحياة الزوجية، فالزواج المبكر يساعد على ارتفاع احتمالات الطلاق، وكلما ارتفع عمر المرأة قلت معدلات الطلاق. @ السنوات الأولى للزواج: تشير نتائج هذه الدراسة الى ارتفاع معدلات الطلاق في السنتين الأوليتين من الزواج فمعظم الحالات التي درست 60% تم طلاقها في السنة الأولى او الثانية من الزواج، فلم تعد المرأة او الرجل يرغب في ضياع الوقت في علاقة يرى انها فاشلة، والرجوع من اول الطريق افضل من آخره، وهكذا كلما زادت سنوات الزواج، قلت معدلات الطلاق، اذ تعتبر مدة الزواج الاولى للزواج مدة عصيبة، يبدأ فيها الزوجان التعرف على بعضهما البعض، وقد يتفاجآن باختلاف طباعهما وأمزجتهما مما يدفعهما للطلاق. @ عدم وجود الأبناء: اوضحت هذه الدراسة ان وجود الابناء يقلل من فرص الطلاق، اذ ان 50% من مجتمع الدراسة ليس لديهن أبناء، ويشير كثير من الدراسات الاجتماعية على ان وجود بعض من العوالم التي توثق الروابط الزوجية وتساعد على استمرارها، والعكس صحيح فإن عدم وجود الأبناء يسهل عملية الطلاق ويزيد من احتمالات وقوعه، فوجود الأبناء يقوي الروابط الزوجية ويدفع الزوجين الى التفكير عدة مرات قبل الإقدام على قرار الطلاق. @ الحضرية: تؤكد هذه الدراسة ارتباط الطلاق بالحضرية فمعظم الحالات مقيمة في المدن وتنتمي للحياة الحضرية. وذلك لعدم الاستقرار وكثرة الضغوط النفسية والاجتماعية على الناس في المدن. @ التمييز بين الجنسين في الحقوق والواجبات: من العوامل التي تساهم في رفع معدلات الطلاق في المجتمع السعودي التمييز الحاد بين الجنسين في الحقوق والواجبات، فهذا التمييز يمنح الأبناء الذكور الشعور بالفوقية وعدم المساواة مع المرأة، ويعمق التمييز بين الجنسين الشعور بالظلم والاضطهاد لدى المرأة مما يدفعها الى التمرد وحب السيطرة اذا ما اتيحت لها الفرصة بعد الزواج كنوع من الثورة والانتقام. البعد الاجتماعي للطلاق من جانبه تطرق الدكتور صالح الرميح في ورقته بعنوان النظرة الاجتماعية للمطلقة حيث بين خلال دراسته انتشار ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي بحيث تشكل مشكلة اجتماعية يجب ان تتضافر الجهود لحلها وان النساء المطلقات من اشد من يتعرض لويلات مشكلة الطلاق. كما اوضحت الدراسة ان المجتمع بشكل عام ممثلا بالأهل والجيران والأصدقاء ينظرون للمطلقة بريبة كما يضيف الخناق عليها ويحد تحركاتها بحجة الخوف عليها كما ان نعتها بالصفات السلبية يساعد على تكوين تقدير اقل للذات مما يعرضها فعلا لبعض المشكلات. كما يرى الدكتور الرميح ان البعد الاجتماعي للطلاق على المطلقة يكون وقعه وآثاره على المرأة وحياتها المستقبلية اكبر من وقعه على الرجل. ولعل من ابرز آثار الطلاق على المرأة هو تغير نظرة المجتمع اليها، ومن المشكلات التي يخلفها الطلاق على حياة المرأة المشكلات العاطفية والنفسية والاجتماعية، ومن متاعب المطلقة ايضاً ما قد يتعرض لها اطفالها، وصعوبة مداراتهم، والامتناع عن دفع النفقة من قبل طليقها والتهديد بحرمانها من رؤية اطفالها، وحرمانها من الحصول على اثبات هوية لأطفالها عند الحاجة، كل ذلك يحدث من قبل البعض دون وازع او خوف من الله او من ضمير يحاسبه على افعاله التي يرتكبها بحق من كانت زوجته سابقاً وأبنائه. واكد الدكتور الرميح ان المطلقة هي اول من يدفع ثمن الطلاق وعليه تكون عرضة للعديد من المشكلات. كما ان المطلقة تعاني من نظرة المجتمع السلبية تجاهها. بسبب فشل تجربة الزواج بحيث لا تستطيع المرأة التكيف اجتماعياً بعد الطلاق فتجد نفسها محاصرة من قبل المجتمع، وتجد صعوبة في خوض التجربة مرة أخرى وكذلك عدم قبولها كزوجة حتى من رجل مطلق مثلها فالمجتمع في الغالب يرجع اسباب الطلاق الى المرأة رغم ان الرجل قد يكون السبب الرئيسي للطلاق. - ومن وجهة نظر الكثيرين - لم تحافظ على بيتها وأصحاب هذا الرأي يتجاهلون الظروف التي يمكن ان تكون مرت بها قبل ان تقرر طلب الطلاق، او احتمال ان يكون زوجها هو من اوقع عليها اليمين من دون اي مبرر حقيقي. المرأة المطلقة لقب يحرمها من اختيار شريك العمر مرة اخرى ويضعها في دائرة الشك والاتهام غير المبرر، كما تواجه نظرات خاطئة من المجتمع بأنها المسؤولية عن الطلاق عكس الرجل الذي يتحرك بسهولة لإتمام مراسم زواجه مرة اخرى. المرأة بطلاقها قد تفقد المرد الاقتصادي الذي كان يوفره لها الزوج اذا كانت غير عاملة، وفي بعض الأحيان تكون عبئاً على عائلتها، خاصة اذا كانت العائلة تعاني من ظروف اقتصادية صعبة مما يجعلها تلجأ الى طلب معونة المراكز الاجتماعية والهيئات الخيرية والحكومية للحصول على مورد تعيش منه مع اولادها. وقال الدكتور الرميح ان هناك قيوداً على المطلقة بنسبة 38% وهي قيود مستمدة من تقاليد المجتمع وعاداته والنظرة المريبة للمطلقة، وعد الثقة في تصرفاتها واعتبارها في حاجة الى حماية ووصاية من الأهل، ضماناً لاستقامتها وهو واقع من الصعب تجاوزه. ويلاحظ انه كلما صغر سن المطلقة زادت القيود (56% في الفئة العمرية 17- 19سنة. كما ان المشكلات التي تواجه المطلقة فقدان الأصدقاء والمعارف حيث ان المطلقة تفقد 17% من الأصدقاء والمعارف بسبب وضعها الجديد، اما 83% يستمرون في اقامة علاقات معها دون تأثر بطلاقها. اساليب وطرق العلاج واكدت الدكتورة فلجاء بنت صالح العنبر مديرة الادارة العامة للتوجيه وارشاد الطالبات بوزارة التربية والتعليم ارتفاع نسبة الطلاق في السنوات الأخيرة ينذر بخطورة هذه المشكلة ويستحث الهمم لدرء سمومها في الحياة الاجتماعية ولذلك يجب على المهتمين بشؤون الأسرة ان تعالج هذه المشكلة في ضوء الاعتبارات الآتية: @ توسيع نطاق برامج الرعاية الأسرية والمساعدات الاجتماعية للتخفيف من الأعباء الملقاة على عاتق ارباب الأسر وبذلك تختفي الأسباب المادية والصحية المباشرة وغير المباشرة المهددة لحياة الأسرة. @ لا تترك شؤون الزواج والطلاق لشؤون الأفراد فينبغي انشاء مكاتب لفحص طلبات الراغبين في الزواج والطلاق وتحول هذه الطلبات لأخصائيين وأخصائيات اجتماعيات لدراستها وتقديم تقارير عنها تثبت فيها حالة الزوج الاقتصادية والصحية ومركزه الاجتماعي ومبلغ التقارب بين حالته وحالة الزوجة التي يريد الاقتران بها وفيما يتعلق بطلبات الطلاق ينبغي احالتها الى هيئات لدراستها والتحقيق في وقائعها ثم محاولة التوفيق بين الزوجين وإصلاح ذات البين ولا يبت في الطلاق نفاد الوسائل الممكنة للمعالج، ويجب ان يحاط اصحاب هذه المكاتب او العيادات بالسرية التامة حتى لا تكون اسرار الأسرة عرضة للمهاترات والتشنيع وتلوها بشكل ينفر المجتمع من الاتجاه الى هذه المكاتب وبذلك لا تؤدي الأغراض السرية التي تنشدها. @ انشاء مكاتب صحية للكشف على الراغبين في الزواج قبل عقده وبذلك تختفي حالات الطلاق للمرض والعقم وخلافه من مشكلات صحية.