استقال كوفي انان من منصبه موفدا عربيا ودوليا لسوريا في غمرة تصاعد النزاع وخروجه عن السيطرة في هذا البلد الذي يشهد معارك واشتباكات يومية اسفرت الخميس عن 44 قتيلا وكانت على اشدها في حلب حيث تجري معركة حاسمة بين المعارضين وقوات النظام في موازاة تجددها في العاصمة دمشق. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيانٍ له اليوم أن انان ابلغ الاممالمتحدة والجامعة العربية “نيته عدم تجديد مهمته حين تنتهي مدتها في 31 اغسطس 2012″. وكان انان عُيِّنَ في 23 فبراير الفائت في منصبه هذا لكن خطته من ست نقاط لارساء السلام في سوريا والتي لحظت وقف المعارك بين قوات النظام والمعارضة المسلحة وانتقالا سياسيا لم تأخذ طريقها الى التطبيق. وعزا انان الخميس في جنيف استقالته الى عدم تلقيه دعما كافيا، وقال “لم اتلق كل الدعم الذي تتطلبه المهمة، فهناك انقسامات داخل المجتمع الدولي، كل ذلك ادى الى تعقيد واجباتي”. واعرب بان عن “امتنانه العميق للجهود الشجاعة” التي بذلها انان و”لتصميمه”، مبديا “اسفه العميق” لانهاء مهمته. واوضح انه باشر مشاورات مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ل “الاسراع في تعيين خلف لأنان يستطيع مواصلة جهود السلام الاساسية”، مشددا على ان الاممالمتحدة “تظل ملتزمة ببذل جهود دبلوماسية لوضع حد للعنف” في سوريا، لكنه ابدى أسفه لكون “الانقسامات المستمرة داخل مجلس الامن اصبحت عائقا امام الدبلوماسية وجعلت تحرك اي وسيط اكثر صعوبة”. واكدت واشنطن ان استقالة انان تعود الى رفض روسيا والصين دعم القرارات التي تستهدف الرئيس السوري بشار الاسد. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان استقالة انان تظهر كذلك رفض نظام الاسد وقف الهجمات “الاجرامية” ضد شعبه. أ ف ب | حلب