في مؤشر كبير وخطير على تصاعد الأزمة السورية، ونظراً لكثرة الانقسامات الدولية وتزامناً مع عزم النظام الأسدي على حسم المعارك في حلب بكل ما أوتي من قوة بمجازر أو غيرها كل ذلك عجل باستقالة كوفي انان أمس الخميس من منصبه كموفد دولي وعربي في سورية، وبعدما فشلت الجهود الحثيثة التي بذلها على مدى ثلاثة اشهر في وقف النزاع. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان استقالة انان من منصبه انه أبلغ الأممالمتحدة والجامعة العربية نيته عدم تجديد مهمته حين تنتهي مدتها في 31 اغسطس2012. وقال انان في مؤتمر صحافي في جنيف (بذلت ما في وسعي) وأضاف ان التكلفة الإنسانية الباهظة للنزاع والأخطار الاستثنائية لهذه الأزمة على السلام والأمن الدوليين بررت المحاولات للتوصل إلى انتقال سلمي نحو تسوية سياسية، لكنه تدارك ان (العسكرة المتزايدة (للنزاع) على الأرض والانعدام الأكيد للوحدة في مجلس الأمن غيرا في شكل جذري الظروف لأمارس دوري في شكل فعلي. كذلك أعرب انان عن اسفه لعدم تلقي كل الدعم الذي تتطلبه المهمة لافتاً إلى انقسامات داخل المجتمع الدولي خصوصاً مجلس الأمن. وقال مؤكداً (كل ذلك أدى إلى تعقيد واجباتي). وشدد على ان (انتقالاً سياسياً يعني ان على (الرئيس بشار الأسد) التنحي عاجلاً أم آجلا. وعزت الولاياتالمتحدة هذه الاستقالة إلى رفض روسيا والصين دعم القرارات التي تستهدف الأسد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان استقالة انان تظهر كذلك رفض نظام الأسد وقف الهجمات الإجرامية ضد شعبه وتبرز إخفاق روسيا والصين في دعم قرارات مجلس الأمن الدولي الجادة ضد الأسد, في حين وصفت روسيا استقالة انان بأنها (خسارة كبرى) يجب ان لا تعيق جهود التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع في هذا البلد حسبما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ميدانياً ما زال الجيش السوري يواجه معركة شرسة مع الجيش الحر في حلب وذلك لصعوبة المدينة من حيث خطوط الإمداد المفتوحة والشوارع الضيقة التي تصعب مهاجمتها. وذكرت المرصد السوري لحقوق الإنسان ان مطار منغ العسكري قرب حلب الذي تقلع منه المروحيات والطائرات العسكرية تعرض لقصف صباح أمس بدبابة كان قد استولى عليها مقاتلون من الكتائب الثائرة في عمليات سابقة. إلى ذلك ذكرت شبكات التلفزيون الأمريكية ان الرئيس باراك أوباما وقع وثيقة سرية تسمح بتقديم المساعدة الأمريكية للمعارضين. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ان الولاياتالمتحدة خصصت 25 مليون دولار مساعدات لمقاتلي المعارضة السوريين لكنها ستقتصر على إمدادات غير مميتة مثل معدات الاتصال. وقال المتحدث باسم الخارجية باتريك فينتريل ان إدارة الرئيس أوباما كانت خصصت في الأصل 15 مليون دولار لمساعدة المعارضة السورية لكن منذ بعض الوقت أضافت مبلغ عشرة ملايين دولار إلى المبلغ المتاح.