أرسل لي عدد من الإخوة المواطنين والمقيمين يشتكون من تكرار انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق من المملكة، الذي بدأ مع دخول شهر الخيرات، ولكم أن تتخيلوا معاناتهم في نهار رمضان وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، التي تكاد تصل إلى الخمسين درجة مئوية، وفي منازل يوجد فيها من المرضى وكبار السن والأطفال الرضع من لا يستطيعون احتمال ارتفاع درجات الحرارة، يقول أحدهم إنه يضطر للجوء إلى سيارته – في فترة الظهيرة – للاستفادة من مكيفها للتخفيف عن طفله الرضيع الذي لا يحتمل هذه الأجواء الخانقة، وبعضهم يلجأ للمطاعم في أحياء بعيدة عن منازلهم بحثا عن الهواء المنعش لهم ولعائلتهم، أو استئجار استراحة لحين انتهاء الأزمة المتكررة. ومع تكرار انقطاع التيار الكهربائي لعدة مرات في اليوم، تعرضت الأجهزة الكهربائية لعدد منهم للعطل والتلف، فالكهرباء أحيانا تعود لدقائق ثم تنطفئ ثم تعود ثم تنطفئ مرة أخرى، مما تسبب لهم بخسائر جمة سواء في تلف الأجهزة الكهربائية أو فساد أدويتهم وكذلك فساد الأطعمة المجمدة. هذه الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي دفعت بعدد من المواطنين للتفكير في مقاضاة شركة الكهرباء من أجل الحصول على تعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم جراء تجاهل الشركة لمعاناتهم، وعدم تنبيههم برسائل على جوالاتهم بمواعيد انقطاع التيار الكهربائي حتى يقوموا على الأقل بالمحافظة على أجهزتهم من التلف، من خلال إغلاقها قبل موعد الانقطاع كي لا يكون الانقطاع مفاجئا، وكذلك للبحث عن مأوى لهم ولعائلاتهم ومرضاهم. على المسؤولين في شركة الكهرباء إصدار بيان توضيحي للمواطنين بدلاً من تجاهل شكوى المتضررين واستفسارتهم حول مواعيد إصلاح الأعطال والاستفادة من أخطائهم في السنوات القادمة من خلال زيادة حملات ترشيد الكهرباء قبل دخول شهر رمضان وزيادة عدد المولدات الاحتياطية، التي تستخدم في مثل هذه الحالات الطارئة.