قبل بداية شهر رمضان تنهال على بريدي وجوالي أعداد كبيرة من الرسائل للتهنئة بقدوم الشهرالفضيل، ويغلب على بعضها أنها «رسائل جماعية« التي يحاول فيها أصحابها القيام بالواجبات الاجتماعية والتواصل مع الأقارب والأصدقاء من خلال أسرع الطرق وأرخصها وهي الرسائل سواء كانت رسائل الجوال أو رسائل البريد الإلكتروني، وهي رسائل جاهزة بالعبارات التقليدية والأدعية وترسل بضغطة زر لمئات الموجودين بقائمة هاتف الشخص أو بريده وبذلك يتخلص من الحرج ومن هذه المهمة الثقيلة على قلبه ويرفع العتب عن نفسه ويظهر أمام الآخرين بمظهر الإنسان الاجتماعي والمهتم بالتواصل مع أقاربه و معارفه. هذه النوعية من التهاني الإلكترونية تثير غضبي وتشعرني بأن الطرف الآخر كسول وغير مبال وليست لديه رغبة ببذل الجهد وكتابة رسالة للآخرين أو رفع سماعة الهاتف لتهنئة صديق لم يتواصل معه منذ فترة طويلة، فضلا عن زيارة أقاربه الذين لم يشاهدهم من شهور طويلة لسبب من الأسباب فيلجأ لهذه الحيلة للتعبير عن مشاعره!. هذه الرسائل الهاتفية والإلكترونية أصبحت البديل العصري للاتصالات الهاتفية والزيارات وساهمت بشكل كبير في إضفاء نوع من البرودة على العلاقات سواء العلاقات الأسرية أو علاقات الصداقة وأثرت على الترابط الأسري والذي كنا نشهد آثاره الإيجابية في الزيارات واللقاءات الدورية بين أفراد الأسرة والأصدقاء من التغلب على العداوات والتسامح وتصفية الخلافات. نعم علينا مجاراة العصر واستخدام التقنيات الحديثة للتواصل ولكن علينا ألا ننسى أن هذه المناسبات الدينية والأعياد فرصة كبيرة لنيل الثواب وصلة الرحم والتودد لمن باعدت بيننا وبينهم الظروف ومشاغل الحياة.