التواصل بين الأقارب والأصدقاء لتبادل التهاني بمناسبة سعيدة خاصة المناسبات العامة مثل قدوم شهر رمضان المبارك أو حلول عيد الفطر السعيد أو عيد الأضحى تأثرت سلبا وإيجابا بالتقنيات الحديثة في وسائل الاتصالات ومنها الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني. فأصبح التواصل وتبادل التهاني عبر هاتين الوسيلتين ظاهرة في وسط المجتمعات العربية والإسلامية , بدلا من التواصل وتبادل التهاني بالمناسبات السعيدة عبر اللقاء المباشر , أو التحدث هاتفيا سواء عبر الهاتف الثابت أو المتنقل , وهو ما أثر سلبا في تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء في مثل هذه المناسبات التي ربما تكون هي الفرصة المناسبة لصلة الأرحام وزيارة الأقارب التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف , وأسهمت في تلاشي العلاقات الحميمية التي تربط بين الأهل والأصدقاء والزملاء. بيد أن الرسائل القصيرة عبر الهاتف المتنقل , أو البريد الإلكتروني ألغت المسافات المتباعدة بين الناس , وكسرت حاجز الوقت , إذ مكنت الشخص من التواصل مع العشرات من الأقارب والأصدقاء في أماكن مختلفة ومتباعدة كان يتعذر معها التواصل فيما بينهم وتبادل التهاني بالمناسبات السعيدة , لتكلفة المكالمات الهاتفية , أو ممن تمنعه ظروفه العملية من الانتقال إلى مدينة أخرى لزيارة أقاربه , أو لضيق الوقت لدى الشخص الذي يمكنه من التواصل مع أقاربه وأصدقائه , ممن يسكنون في أماكن بعيدة عنه. وأجمعت منى الشمراني ولمياء الحسن ومنى الغامدي على أن الرسائل القصيرة تعد حلا لمشكلات كثيرة أصبحنا نعانيها ومنها بعد المسافات وازدحام المدن والمشاغل العملية والأسرية. وأكدن أن الإنسان لا يمكن أن يزور الجميع أو يتحدث معهم هاتفيا ليتبادل معهم التهاني بالمناسبات السعيدة خاصة شهر رمضان والعيدين لأن الأعداد كبيرة , ورسائل الجوال حلت المشكلة فبالإمكان التواصل مع الجميع برسالة واحدة وبالتالي إرضاء الجميع //. في المقابل أكدت حنان حسن أنها لا تحبذ استخدام رسائل الجوال وسيلة للتهنئة والتواصل , لأنها بحسب رأيها سادت وفرقت أواصر المحبة بين الأقارب ، وقالت // إنني لا أرد على من يراسلني والجميع يعرف عني هذا من السنة الأولى لامتلاكي للجوال فقد انهالت علي الرسائل ولم أرد على أحد , وفى نهاية المطاف فهم أغلبهم قصدي من عدم الرد فجاء الجميع لتهنئتي وجها لوجه //. وأكدت ضرورة توقير كبار السن واحترامهم وزيارتهم لتهنئتهم بشهر رمضان أو بالعيد ، وأيدتها في ذلك عزة الحنيني قائلة // إن التهنئة عبر رسائل الجوال ليس لها طعم فهي رسالة متناقلة مكررة تصل من العشرات بالنص نفسه في وقت واحد //. وترى أمل البدري أن رسائل الجوال أكدت القطيعة وضعف التواصل وفككت الأسر فأصبحنا لا نرى بعضنا حتى في المناسبات , ورمضان والعيد من المناسبات الجميلة التي تجتمع فيها الأسر لتبادل التهاني إلا أن تقنيات الاتصال الحديثة دثرتها. وترى الدكتورة فاطمة عبدالحميد أن استخدام رسائل الجوال للتهنئة لا بأس به لكن ليس في كل الظروف والمناسبات التي تتطلب الزيارات خاصة لكبار السن الذين هم في حاجة لمثل هذه الزيارة التي تحسسهم بمكانتهم في الأسرة وترفع من قدرهم لدى الأبناء والأحفاد والأقارب.