حلّ فصل الخريف قبل أوانه ببشار بعد تساقط أوراق النظام إثر الضربات الموجعة على يد الجيش السوري الحر، وسقطت معها جميع الرهانات على قدرته سحق الثورة الشعبية في سوريا. والأكيد أن إيران تتصدّر قائمة المراهنين على بقائه بالحكم لتبعد شبح ربيع الثورة عن دارها. وبادعائها الباطل أن «ثورات الربيع العربي ملهمة من الثورة الإيرانية»، سعت الأخيرة جاهدة لليّ عُنق التاريخ وقلب الحقائق التي تؤكد أن العرب هُم من دفعوا بموجة الإسلام نحو فارس، وليس العكس. ونظراً لحالة التضخم الحادّة والارتفاع المبالغ في أسعار المواد الغذائية وفقدان «الدجاج» من الأسواق، تحوّلت المدن الإيرانية إلى مسرح «لطوابير الدجاج» – أشرت في مقال أسبق إلى «ثورة الدجاج في إيران» – فإن «طوابير الدجاج بمدينة «نيشابور» في إقليم «خراسان»، أفرزت مظاهرات عارمة شكّلها آلاف المحتجّين رفعوا هتافات معادية للنظام، وحمل المحتجون لافتات كتب عليها: «رفع الجوع حقنا المشروع»، و«سقوط بشار يمهّد لسقوط خامنئي»، وتحدّث البعض عن «البدء بتنظيم المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في كافة أنحاء إيران». وأطلق أهالي مدينة «نيشابور» البالغ تعدادها نحو 300 ألف نسمة نداءات إلى بقية المدن الإيرانية للنزول إلى الشارع ووضع اليد باليد لإسقاط النظام. وخاطب «موسوي» المدّعي العام للثورة بمدينة «نيشابور» المتظاهرين قائلاً: «من المؤسف أن تكون دجاجة ذريعة لتسيير مظاهرات في الشوارع ترافقها هتافات معادية للنظام.. وفي حال سمع أحد بذلك، فإنه سيجهش بالبكاء من هول الكارثة»!!. وحمل خطابه تهديداً واضحاً بقوله «أتمنى ألا تقودكم تصرّفاتكم حد المواجهة مع النظام وقياداته.. ممّا يجبر قوى الأمن على التدخل». فهل سيسقط رأس النظام الإيراني تحت رجل دجاجة؟!