أعلنت السلطات الإيرانية اعتقال مئات الأشخاص خلال إحيائهم «عيد النار» أمس، والذي كانت حذرت من محاولة «أعداء الثورة» استغلاله. و «عيد النار» الذي يعود الاحتفال به إلى ما قبل الإسلام، يحييه الإيرانيون مساء آخر ثلثاء من السنة الإيرانية التي تنتهي في 20 آذار (مارس). واعتاد الإيرانيون إشعال نار في الشوارع والقفز فوقها، تطهيراً للذات قبل السنة الجديدة، إضافة الى استخدام مفرقعات. لكن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي انتقد الاحتفال بهذا العيد، معتبراً أنه يفتقر الى «أي أساس ديني». وأكد العقيد علي كريمي نائب قائد العمليات الأمنية في طهران، اعتقال 467 شخصاً في العاصمة أمس، اتهمهم ب «محاولة تخريب الأمن وبيع أو توزيع مواد نارية»، في إشارة الى المفرقعات المُستخدمة في الاحتفالات. وأعلنت السلطات أن احتفالات «عيد النار» انخفضت الى أكثر من النصف، مقارنة بالسنة الماضية. لكن مواقع إلكترونية معارضة أفادت بأن شوارع طهران شهدت ليل الثلثاء احتجاجات وتجمعات مناهضة للحكومة، وسط انتشار أمني كثيف ل «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري). وأظهرت شرائط فيديو بُثّت على موقع «يوتيوب»، أشخاصاً يحتفلون ب «عيد النار»، مرددين هتافات مناهضة للنظام، مثل «الموت للديكتاتور» و «الموت لخامنئي»، و«مبارك، بن علي، الآن دور السيد علي»، في إشارة الى خامنئي وسقوط الرئيسين المصري حسني مبارك وزين العابدين بن علي. وردّد المشاركون في الاحتفالات أيضاً، شعارات مؤيدة لزعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، مطلقين مفرقعات على أجهزة الأمن التي حاولت تفريقهم، مستخدمة مروحيّات، كما رددوا النشيد الوطني الإيراني القديم. وأشارت مواقع المعارضة الى اعتقال عشرات، ضُربوا وتعرّضوا لمعاملة مهينة، خلال الاحتفالات التي شملت طهران وشيراز وأصفهان ومشهد وكرمنشاه وكراج وآراك ومدناً أخرى. وأوردت مواقع المعارضة أن محتجين أحرقوا صوراً لخامنئي والإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، رافعين شعارات تدعو الى «إسقاط مبدأ ولاية الفقيه». في غضون ذلك، أفاد موقع «كلمة» التابع لموسوي بأن القضاء رفض السماح للسجناء السياسيين بالخروج موقتاً من المعتقل، للاحتفال برأس السنة الإيرانية مع عائلاتهم. ونقل عن المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي قوله ان إخلاء سبيل المعتقلين ممنوع لأي سجين تُرجّح السلطات ان يواصل نشاطاته السياسية بعد إطلاقه. على صعيد آخر، رعى خامنئي تدشين طراز جديد من طائرات «ميكروجت» صنعها خبراء إيرانيون، فيما أعلن الجنرال محمد علوي مساعد قائد سلاح الجوّ في الجيش الإيراني «بدء الإنتاج المكثّف لصواريخ رادارية تتمتع بفاعلية وقدرات تدميرية وقتالية أقوى، بعد تحسين أدائها».