وكما ذكرت سابقا فإننا مجتمع نؤسس المطابخ في بيوتنا لكننا لا نستعملها. صديقي يقول إن زوجته تطبخ فقط لها وله وللعاملة المنزلية أما بقية الأولاد الذكور والإناث فيطلبون طعامهم من المطاعم المنتشرة في الشوارع وليتهم يتفقون على نوع واحد للوجبة الواحدة بل لكل منهم طعامه المفضل من المطعم المفضل، فلا اتفاق بينهم ويختارون مطاعمهم حسب أسمائها ومواقعها، وأسمعهم يتحدثون لأصدقائهم عن جودة هذا المطعم أو ذاك والسائق المسكين يتنقل في الشوارع يبحث عن المطاعم والاتصال بينه وبين العيال لا ينقطع من أجل هذا انتشرت المطاعم لدينا (كانتشار الغبار في موسمه) كنت مع صاحبي في شارع رئيس فوجدنا عبارة مكتوبة على لوحة هي “هنا سلطان التميس” وقفنا إلى جانب الفرن وبعد عشر دقائق حصلنا على تميسة واحدة أدهشني أن سعرها ريالان وليس ريالا واحدا كما هو السعر في جنوبجدة وشمالها لكني تذكرت أن هذا “سلطان التميس” ولابد أن يكون مميزا فهو الذي يعجن ويخبز ويبيع وهذه واحدة من مميزاته والناس يعتبرونه أشهر صانع تميس، وزادني علما من قال لي لماذا تستنكر زيادة سعر التميس ولا تلاحظ زيادة سعر التيوس؟ والتيوس لمن لا يعرف هذا الاسم تطلق على الجديان (مفردها جدي) ولذا يسمون مفرد التيوس (تيس) فهم يذبحون صغار الجديان التي لا تتجاوز أعمارها أسابيع قليلة وأوزانها ثلاثة كيلو جرامات ويبيعون الواحد منها مشويا على الحجر بمبلغ 850 ريالا، ثم انظر إلى الأسعار الخيالية لبقية المطاعم خصوصا ذات الأسماء الرنانة ولا ألوم أصحاب تلك المطاعم عندما يبيعون طعاما سيئا بأثمان مرتفعة طالما أنهم يجدون من يشتري بل ويتدافعون بالمناكب في طوابير الانتظار. المستهلك يدفع ولا أحد يراقب أو يحدد السعر.