ربما يعتقد البعض أن محلات الفول والتميس التي تشهد إقبالا كثيفا في رمضان تحقق مبيعات كبيرة ومن ثم أرباحا مرتفعة، بيد أن الحقيقة تبدو غير ذلك تماما، إذ أن الإقبال الكثيف في الشهر الكريم لا يتجاوز الساعتين، كما أن الصائمين لا يقبلون على شراء التميس بكثرة وكذلك المعصوب. أما في غير رمضان، فإن فترة البيع تمتد إلى نحو ثماني ساعات في اليوم الواحد وهو ما يحقق دخلا أعلى لأصحاب هذه المحلات. ويرى عبده حوباني، صاحب أحد مطاعم الفول والتميس، أن أغلب المحلات انتهجت سياسة عدم البيع بريال وأن ريالين هو الحد الأدنى للبيع، وأرجع ذلك لعدة أسباب تأتي في مقدمتها ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في إعداد الفول في مقدمتها الطحينة حيث تجاوز سعر الصفيحة (18 كيلو) حاجز المائتي ريال. وأضاف أنه رغم أن الحركة الشرائية تشهد كثافة حيث يعتبر الفول طبقا أساسيا في المائدة الرمضانية، إلا أن مجمل الدخل لا يختلف كثيرا عن بقية أيام السنة الأخرى، لأن العمل فيها فترتان فترة الصباح والتي تمتد الحركة الشرائية فيها منذ الصباح الباكر إلى قبيل الظهر، فيما تمتد فترة المساء من بعد اذان المغرب إلى قبيل منتصف الليل وهي فترة كافية للتكسب، مشيرا إلى أن في رمضان يعاني أصحاب محال الفول من ضيق الوقت الذي تنحصر ذروته في حدود الساعتين، وهو سبب كاف لتكدس الزبائن أمام جرة الفول وفرن التميس. وأرجع تفاوت الأسعار بين المحال إلى الموقع والطبقة المستهدفة، ولكن في المجمل الفول هو الفول والفرق هو بالإضافات. أما أحمد عمار (عامل في فرن لإعداد التميس) فقال إن أسعار التميس ثابتة ولم تتجاوز الريال للرغيف الواحد، ولكن في بعض المحال يرتفع سعر الرغيف إلى ريالين للتميس بالسمن وأربعة ريالات للتميس بالجبنة بسبب الإضافات. وأضاف أن الإقبال في رمضان يقل على التميس حيث يستخدم في الغالب مع الفول الخبز البلدي أو ما يعرف «بالحب» وهو سبب كاف لتقليص الكمية التي يتم عجنها، مشيرا إلى أن الإقبال يقل في فترة ما بعد صلاة التراويح. من جانبه قال أحمد ظافر (صاحب محل لبيع الفول والتميس) إن الاستعدادات لشهر رمضان تبدأ قبل فترة مبكرة من خلال تخزين كميات كافية من الدقيق والفول والعدس والمواد الأخرى التي تدخل في تحضيرها وعن العمل خلال الشهر الكريم، قال إن العمل في رمضان يبدأ من فترة ما بعد الظهر إلى حلول موعد الإفطار، ولكن تقل الحركة وتكون شبه معدومة في الفترة المسائية التي كانت تشهد إقبالا كبيرا في بقية أيام العام الأخرى. وحول تفاوت الأسعار بين المحال، أشار إلى أن المواد الأولية سعرها متساو، إلا أن الفرق في موقع المحل وسعر الإيجار والشهرة التي اكتسبها، فهناك أسماء معروفة جدا في هذه الصناعة متوارثة، حيث يكون الاسم على المحل كاف لجذب الزبائن، وهو ما جعل الكثيرين يعمدون إلى شراء أسماء معروفة ووضعها على محلاتهم بغية الحصول على الشهرة والبيع الجيد بصرف النظر عن جودة المنتج.