الإعلام هو فرس الرهان في تطور وتقدم الأوطان أو تخلفها، وفي ضوء نجاحه في أداء مهمته الأساسية تترجم الأهداف النبيلة المثلى إلى واقع ملموس، لهذا يجب أن يدرك الذين يحمّلون الإعلام وزر أخطائهم ويعلقون عليه إخفاقاتهم ويلصقون به تخبطاتهم، كما يفعل القائمون على المنتخب الوطني، يجب أن يعلم هؤلاء هم يعلمون بالتأكيد ولكننا نذكرهم أن مهمة الإعلام ليست أن يبرر أو يدافع عن موقف ما!! أو يبالغ في إنكار حالة معينة بحجة الكرامة الوطنية!! بل تكمن مهمته الأساسية في بث الحقيقة ونشرها للناس. أما الذين يتبرمون من وجهات النظر الأخرى التي لا توافقهم متذرعين بأنها ليست نقداً إيجابياً بل طرحاً سلبياً وأشياء أخرى!، فلماذا لا يوضحون لنا معايير ذلك النقد أو الطرح الإيجابي الذي يرونه ملائماً، بوضع أو استحداث نموذج كي (يمشي) عليه الكُتاب والإعلاميون والمحللون؟ لا أسخر بقدر ما أتعجب من هذا السعي المحموم لتكسير مجاديف النقد وصولاً إلى تعطيل دوره المهم في البناء، (وهي ظاهرة عامة لا في مجال الرياضة فقط)، مموهين بما ينتجه (تأويلهم الخاص) لما يطرح من انتقادات أنها صحافة سلبية تؤثر على سمعة الرياضة لدينا! لماذا لا يكون العمل أكثر تكاملاً وانسجاماً وجاهزية لتحقيق المطلوب؟ يمكن ذلك لو أنهم هدأوا قليلاً وتخلوا قليلاً أيضاً عن حساسيتهم من النقد ثم نظروا إلى إمكانية الاستفادة من كل أنواع هذه الطروحات حتى تلك التي يرونها تنال من شخوصهم وأنها تهدم أكثر مما تبني!!، لماذا لا يغيرون هم من طريقة تعاطيهم مع الإعلام بدل أن يطلبوا من الإعلام تغيير تعاطيه مع المنتخب، حيث يمكن الاستفادة من كل كلمة ورؤية تتعارض مع عملهم من خلال تحويلهم هذا النقد وأيّ نقد إلى مصدر منهجي للمعلومات، وتكليف فريق خاص يقوم بتحليل كل العيوب المذكورة والملاحظات حول عمل أجهزة المنتخب فيما يطرح في الإعلام وحتى في الشارع الرياضي العادي، كي يستخلصوا منها المعلومة الضرورية لتحسين عملهم كمسؤولين عن المنتخب الوطني ولرفع مستوى الأداء خارج الملعب وداخله فيما بعد..