حوار: محمد الزهراني استفدنا من «العربية» .. والخروج ليس نهاية المطاف لن نلتفت لما يثيره هؤلاء .. وسنرد عليهم بالنتائج للأسف يهاجمون لاعبي المنتخب لأسباب شخصية محمد المسحل أبدى مديرعام المنتخبات بالاتحاد السعودي لكرة القدم محمد المسحل رضاه التام عن مشاركة المنتخب السعودي الأول في بطولة كأس العرب التاسعة، مؤكّداً أن المنتخب حقق الأهداف المرجوة بغض النظر عن عدم تأهله إلى النهائي والمحافظة على لقبه، مشيراً إلى أن جهودهم متواصلة لإعداد منتخب قويٍّ يستعيد بريقه وينافس المنتخبات الكبيرة على الألقاب والبطولات. وقال المسحل في حواره مع «الشرق»: «لن نستعجل النتائج، ولا تهمنا الانتقادات، جهودنا متواصلة وثقتنا كبيرة نقطف ثمار هذه الجهود قريباً»، مشدِّداً على أهمية تضافر الجهود خصوصاً القطاع الخاص، منوِّهاً بدعم شركة أرامكو للرياضة، متمنياً أن تحذو بقية الشركات حذوها وتسهم في دعم الأندية والمنتخبات بما ينعكس إيجاباً على مسيرة الرياضة السعودية مستقبلاً. المسحل تحدث بشفافية كبيرة عن واقع المنتخبات السعودية، ولم يخفِ امتعاضه ممَّا أسماه بالطرح السلبي من الإعلاميين تجاه المنتخب، كاشفاً عن خطط طموحة لإعداد المنتخبات.. فإليكم التفاصيل.. * هل أنت راض عن مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب التاسعة؟ - المنتخب قدَّم مستوى ممتازاً، وحقق النتائج المأمولة من مشاركته في هذه البطولة، وعدم وصوله إلى المباراة النهائية ليس النهاية ولا تعني التقليل من جهود الجهازين الإداري والفني واللاعبين، أعتقد أن المنتخب أدَّى ما عليه وأسهمت عدة عوامل في خسارته أمام ليبيا، منها التحكيم الذي تغاضى عن احتساب ركلة جزاء صحيحة، عموماً ما حدث قد حدث ونهنيء المنتخب الليبي بتأهله ووصوله إلى المباراة النهائية. * وما تعليقك على الانتقادات التي طالت الأخضر أخيراً؟ - الكرة فوز وخسارة، وفي النهاية بذلنا جهداً كبيراً لكننا لم نوفق وهذا حال الكرة، المهم أننا حققنا أهدافنا من خلال المشاركة في هذه البطولة، لا ننسى أن هناك أسماء جديدة شاركت لأول مرة مع المنتخب، وما لا يعرفه الكثيرون أن هناك حوالي ثمانية أسماء تم استبعادها من قائمة المنتخب في اللحظات الأخيرة بسبب الإصابات، المنتخب لم يكن سيئاً، وقدَّم المأمول، وللتوضيح أكثر فإننا هدفنا من وراء اختيار هؤلاء اللاعبين لتشكيلة المنتخب، إلى إراحة العناصر الأخرى التي شاركت مع المنتخب في بطولات سابقة، واكتشاف أسماء جديدة تكون قادرة على خدمة المنتخب مستقبلاً. * ولكن البعض تحفَّظَ على تشكيلة المنتخب كونها ضمت لاعبين لم يشاركوا مع أنديتهم لفترة طويلة؟ - هؤلاء اللاعبون هم نجوم في أنديتهم، ومنحوا الفرصة لتمثيل المنتخب وأثبتوا جدارتهم وتحمَّلوا المسؤولية، وما زال لدينا نجوم في الدوري، أيضاً يمكن لنا الاستفادة من خدماتهم في المشاركات المقبلة. * حدثنا عن خطة إدارة المنتخبات في الفترة المقبلة؟ - الخطة الموضوعة من إدارة المنتخبات لا تعنينا وحدنا، بل تتطلب تضافر جهود الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الداخلية ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، وكذلك القطاع الخاص، ولكل جهة من هذه الجهات دوره، فلابد من توفر الملاعب الرياضية في الأحياء وأن تكون صالحة للاستخدام واللعب وينبغي تأهيل وتدريب الكوادر وتوظيفها بالشكل الصحيح، وعلى وزارة الشؤون البلدية والقروية تجهيز ملاعب الحدائق مثلاً وتوفيرها، وعلى وزارة الصحة أن تهتم بإجراء كشوفات دورية على الطلاب في المدارس لأن الكثير من الطلاب يعانون من أمراض الأسنان والعيون والمشاكل في العظام وغيرها، وبالتالي فإنه لا يمكن أن تعمل جهة، ما لم تعمل بقية الجهات، فالعمل تكاملي وأية جهة تخل بعملها يكون العمل ناقصاً ولا تتحقق الأهداف المرجوة. * وهل لزيارتك لبرنامج أرامكو الرياضي علاقة بشؤون المنتخبات؟ - بالتأكيد، حضوري جاء ضمن مسؤولياتي ومهامي بإدارة المنتخبات، وعندما نعد منتخباتنا لا بد أن يكون اللاعب قد تأسس بطريقة علمية ولا نريد أن يأتي إلينا اللاعب وهو في عمر 13 أو 14 عاماً وهو لم يكن معداً بطريقة سليمة، خطتنا ترتكز على الاهتمام بالفئات السنية ودعمها حتى تكون مهيأة لتمثيل المنتخبات السنية والتدرج وصولاً إلى المنتخب الأول. * وما رأيكم فيما تقوم به أرامكو من فعاليات وبرامج رياضية؟ - شركة أرامكو رائدة في هذا المجال سواء عبر ما تقدمه في مقرّها بالظهران أو بدعمها لأندية المنطقة الشرقية من خلال هذه البرامج والفعاليات للأندية التي تعتبر العمود الفقري للحركة الرياضية بشكل عام، إن ما تقوم به أرامكو نتمنَّى أن تقوم به الشركات الأخرى، لابد للمجتمع أن يتفاعل ويدفع بالحركة الرياضية، كما نأمل من القطاع الخاص أن يدعم ويساهم مساهمة فعالة، وأعتقد أن نتائج ذلك ستظهر خلال الخمس أو الست سنوات المقبلة بإذن الله. * وهل لإدارة المنتخبات اتصالات أو اتفاقيات مع شركة أرامكو؟ - نعم .. والتواصل بيننا مستمر، ونحن بصدد تقديم دراسة متكاملة وشاملة لأرامكو خاصة بالمنتخبات السعودية، وثقتي كبيرة في أن المسؤولين بأرامكو سيتعاونون معنا ولن يقصروا، لكن دعمهم لا يكفي، ونتمنَّى أن تحذو بقية الشركات حذو أرامكو وتلعب دوراً في النهوض بالرياضة من خلال دعم الأندية والمنتخبات. * كأنك غير راض عن دعم الشركات الكبرى للرياضة عموماً والمنتخبات على وجه الخصوص؟ - صحيح أن بعض الشركات الكبرى كشركات الاتصالات مثلا تدعم الأندية وتهتم بدوري المدارس، لكننا بصراحة لم نصل إلى مرحلة الرضا عن هذه الشركات، فالعمل والدعم غير واضحين، خصوصاً من بعض القطاعات كالقطاع المصرفي والبنوك، نريد أن يكون الدعم بشكل أوسع وأكثر تركيزاً وبطريقة منهجية واحترافية، الجهود حالياً متواصلة والاتصالات مستمرة مع الشركات، وأتوقع أن يتغيّر الوضع قريباً وتبدأ الشركات في دعم الرياضة خصوصاً إذا علمنا أن 65% من المجتمع السعودي أصغر من سن 18 سنة. * تحدثت عن أهمية الاستثمار الرياضي، فماذا عن استراتيجية إدارة المنتخبات؟ - وضعنا استراتيجية محددة ونحن مستمرون في تنفيذها ولله الحمد، وهي ترتكز على الاهتمام بالمراحل السنية ،لأننا ندرك أنه لكي نؤسس منتخباً أولَ قويّاً لابد من الاهتمام والالتفات إلى الفئات السنية، ولدينا حالياً عدة منتخبات من أعمار 9 10 11 12 13 14 ونطمح أن تجد هذه المنتخبات الاهتمام من جميع الجهات حتى تتحقق مكاسب كبيرة للكرة السعودية. * طالبت بضرورة تكاتف الجهود من جميع الجهات، وتجاهلت الإعلام .. لماذا؟ - لم أتجاهل الإعلام، ولا ينكر أحد دور الإعلام وأهميته، نحن نعمل وهمُّنا الوحيد العمل ونترك للآخرين النقد والتقييم، وفي النهاية النتائج هي من تحدّد وتقيّم عملنا، وحتى أكون دقيقاً في كلامي فإننا لا نبحث عن نتائج آنية بل نخطط للمستقبل ونعمل على وضع اللبنات الأساسية والصحيحة ونكمل ما بدأه غيرنا، ونخطط حالياً لبناء منتخب يستعيد شيئاً من بريقه، ويضاهي المنتخبات العالمية والقوية، لا نريد الاستعجال ونحتاج لمزيد من الوقت لتحقيق النتائج التي يتطلع إليها الجميع. * واضح من حديثك أنك غير راض عن الإعلام؟ - نحن في النهاية بشر نتأثر بما حولنا، نرحب بالنقد البناء والهادف ولا ننظر للطرح السلبي، فالإعلام أداة بناء وكل ما يطرحه يؤخذ على محمل الجد، ورسالتي للإعلام أن يسهم في تخفيف الاحتقان بين الجماهير في الأندية وكذلك المنتخبات، وهذا الاحتقان الموجود عبارة عن تراكمات سابقة استمرت مع مرور الوقت ولا نستطيع أن ننهيها في ستة أشهر أو سنة، ما يؤسف له أن بعض الإعلاميين لا يختارون الوقت المناسب للانتقاد، وأحياناً يهاجمون لاعباً من المنتخب قبل مباراة حساسة، والأدهى من ذلك أن بعض اللاعبين لا يتعرّضون للهجوم والانتقاد أثناء مشاركتهم مع أنديتهم ولكن بمجرد انضمامهم للمنتخب يتغيّر الوضع ويبدأ الهجوم والانتقاد، لابد أن ننظر إلى مثل هذه الأمور بشيء من الوطنية، ربما لا يروق لك شخصاً من إدارة المنتخبات أو اللاعبين، وهذا أمر شخصي، ولكن عندما يتعلّق بالمنتخب وتمثيل الوطن ينبغي أن نكون يداً واحدة خصوصاً الإعلاميين. * وأخيراً هل سيكون ياسر القحطاني ضمن تشكيلة المنتخب مستقبلاً رغم أنه أعلن اعتزاله اللعب الدولي؟ - نحن الآن بصدد تكوين منتخب أول يجمع بين المنتخبات الثلاثة التي تمّ تشكيلها مؤخراً، وإن كان اسم اللاعب ياسر القحطاني ضمن هذا المنتخب فلابد أن نجتمع معه ونعرف موقفه النهائي، ولا أعتقد أن ياسر سيرفض الانضمام للمنتخب، وأنتهز هذه الفرصة للإشادة بخطوة اللاعب أسامة هوساوي واحترافه في الدوري البلجيكي وهذه التجربة ستنعكس إيجاباً، كما لا أنسى التجربة الكبيرة التي سيخوضها سامي الجابر في فرنسا، وأتمنّى أن لا ينتهي العام 2013 إلا ونرى ما بين 15 إلى 20 لاعباً سعودياً يحترفون خارجياً، ليس شرطاً أن يكون في دولة أوروبية بل في أي بلد آخر.