أن تقول رأيك في قضايا يتداولها الوسط الرياضي للنقاش حولها والخروج برأي متفق عليه فهذا من حقك وانت حر فيما تقول، اما ان تخرج قبل مواجهة منتخب بلدك الحاسمة بساعات لتهاجم لاعبا او لاعبين في صفوفه وتوجه له الكثير من الاسقاطات بهدف الانتقاص من قيمته وتوجيه الاساءات اليه بحجة هبوط مستواه والخطأ في ضمه فهذا يعني انك ضد المجموعة قبل كل شيء وليس لاعبا معينا، بالأمس كنا نظن ان الجميع اعلاما وجماهير "انصهروا" تحت "المظلة الخضراء" تلبية للنداء الوطني لدعم المنتخب السعودي في مهمته "المونديالية" وتعزيزا لروحه المعنوية لتجاوز عقبة تايلاند والبقاء في دائرة المنافسة بحول الله، وإذ ببعضهم يخرج عن النص بمقالات لا يكتبها الا من يبحث عن تثبيط معنويات "الاخضر" وكسر مجاديفه وليس الدعم والمساعدة على توفير الاجواء المناسبة له؟! لا نعلم بأي فكر يكتب هؤلاء، بالمداد الذي يناسب الوان انديتهم في خضم استحقاقات المنتخب؟ ام بالحقد الذي تغذيه روح التعصب لديهم، وهي روح لا يمكن القضاء عليها الا بالبتر، بمعنى عدم تمرير مقالاتهم واساليبهم التي يتظاهرون من خلالها ب"الرأي الشخصي" بينما هي بدافع الكره للاعبين واندية معينة دون مراعاة لمصلحة المنتخب السعودي والكرة الخضراء التي عانت من آراء مثل هذه النوعية التي ترى ان النادي يأتي اولا وثانيا وثالثا ورابعا ومن ثم المنتخب، لاحظوا توقيت بعض الاطروحات، قبل اللقاء بساعات بينما اللاعبون الذين يتحدث عنهم اصحابها اعلن المدرب عن ضمهم منذ فترة طويلة، والكذبة الكبرى انهم يسطرون "تعصبهم" بداعي الغيرة على اللاعبين حتى لا يكونوا ضمن القائمة الاساسية في ظل تراجع مستوياتهم، أليس في ذلك تحطيم مباشر، واحباط للمعنويات من قبل اولئك الذي يدعون حرصهم على مصلحهم منتخب بلدهم؟ انه التعصب والنقص والمعاناة من كره الآخر وغياب التفكير، اما الاسوأ من هذه النماذج غير المرحب بها من الجماهير والاعلام النزيه والوسط الرياضي المحب لبعضه، فانها بادرت بالنقد قبل مباراة تايلاند حتى لا يقال لهم لو خسر المنتخب "لا قدر الله" لماذا تنتقدون بعد فوات الاوان؟، وهذا ليس تقزيما للاعبين المعنين فقط، انما هو احباط للمنتخب والتسليم بخسارته. بكل اسف القراءة لمثل هذه الاطروحات هو الاحباط والنظرة التشاؤمية بعينها، وهو الايمان بأن التعصب لايزال يلعب بعقول البعض يمنة ويسرة حتى والامر يتعلق بالوطن، ومثل هذه النماذج ايضا انشغلت بقضية وصول لاعب الوسط تيسير الجاسم والمهاجم ياسر القحطاني الى ماليزيا، والادعاء بان الاستقبال كان متفاوتا ولم يكن منصفا للاول، بالله عليكم ماذا نستفيد وماذا يجني منتخب الوطن الذي نراه اسرة واحدة من هذا الطرح التي يفتقد للمهنية والعقل والمنطق والتوقيت وفوق ذلك الحرص على استقرار "الاخضر"؟ هؤلاء ليس مكانهم الاعلام النزيه والمحايد انما روابط انديتهم بعدما فشل بعضهم في الوصول الى المناصب التي لا تليق الا بالعقلاء والاكفاء لأنهم لا يعرفون متى يكتبون ومتى ينتقدون وما هو الممنوع وما هو الذي لا يدخل في اطار المنع، لقد ابتلي بهم الوسط الاعلامي والرياضي واصبحوا عالة عليه فصاروا حتى منتخب الوطن يزرعون العراقيل في طريقه قبل مواجهته الحاسمة. ربما يخرج البعض ويستفسر لماذا التعليق على اطروحات هذه النوعية في يوم لقاء المنتخب ولهم حق السؤال، ولكن ما يطرح بشكل سلبي قبل المواجهة المرتقبة بساعات يستفز مشاعر كل رياضي يتمنى الخير والتقدم والانتصارات لرياضة بلده، ونتمنى ألا يؤثر ذلك على معنويات "الصقور الخضر" فجميع من ضمته قائمة ريكارد جدير ان نشاهده اساسيا في هذه المباراة والمباريات الاخرى وهم اهل للثقة، ولا يهمنا من يلعب والى اي ناد ينتمي، المهم كيف نتجاوز "موقعة بانكوك" ونبدأ باسترداد الانفاس ومن ثم التفكير في مواجهات الاياب امام عمان واستراليا وتايلاند.