- أتابع منذ سنوات «النكسة الرياضية» لدينا في السعودية، آراء تطالب بتكميم النقد ودعم المنتخب وتأجيل بعض المطالبات لحين فراغ المنتخب من بعض الاستحقاقات التي يخوضها، ونتاج ذلك التعاطي الإعلامي الركيك، ولم نر سوى مزيد من التراجع في مستوى الرياضة لدينا. - الكرة السعودية في المرحلة الحالية تحتاج إلى وقفة نقد قوية، خصوصا أن مسيرة منتخب له تاريخه الآسيوي وقيمته وهيبته لا ترضي غرور شعب يعلم أنه يملك مقومات النجاح، ولكن لا يستطيع التعاطي معها بشكل عادل وتخطيط سليم يكون مردوده إيجابيا. - حملة أقلام «المنتخب لنا» الذين يصورون للجميع أنهم الأكثر حرصا على المنتخب لم يستطيعوا تبني أفكار وخطط ناجحة تعدل من المسيرة السلبية للمنتخب في السنوات الأخيرة، ولا أبالغ إن قلت إنهم أحد أهم العوامل التي أضرت بتاريخ هذا المنتخب وفق آرائهم التي لا تتجاوز رؤية منتخب يكون نسخة لناديهم، فهم يطالبون بالمؤازرة عندما يمثل المنتخب أكبر عدد ممكن من ناد معين ويقومون بنحره والتدقيق حتى في وجبات اللاعبين، حينما يضم لاعبين أكثر من ناد آخر. - هؤلاء هم من جعلوا تعاطي الجمهور الرياضي مع المنتخب بنفس رؤيتهم المتعصبة، ويخرجون بلباس الحكمة والموعظة الحسنة ليزجروهم عن هذا الفعل. - كل الجمهور السعودي بكافة أطيافه لا يتمنى للمنتخب إلا كل خير ورفعة، فنقده وغضبه ومطالباته تأتي من دافع حب وإيمان أن لدينا القدرة ولكن هناك من يريد تحجيمها حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه. - فطموح الجمهور في المشاركة الآسيوية الحالية ليست ترقبا لنجاح بيسيرو بقدر رغبة في تحقيق لقب عرف الجميع من خلاله الكرة السعودية لتدخل المشهد الرياضي من أوسع أبوابه، بعدما راوحت لسنين في الظلام لا يعرفها أحد. - عندما نشاهد الإعلام الرياضي في دول أخرى نراهم أشد قسوة في النقد من الإعلام السعودي أثناء الاستعداد ومشاركة المنتخب وبعدها، لكن هنا يريدون أن يؤجل كل هذا النقد إلى النهاية ليجر المتابعين لحفلة صراخ لا نفع منها، ووقتها طارت المنتخبات بالألقاب ونحن نردد: مصلحة المنتخب.. وأجلوا النقد.