على الرغم من الدعم الكبير الذي يقدمه التلفزيون السعودي للمنتجين في المملكة، إلا أن الشباب مازالوا غائبين عن الحضور في الأعمال الدرامية المحلية، وهذا مؤشر خطر بهجرتهم إلى المسلسلات الخليجية والعربية أو إلى أي منطقة خصبة تتبناهم وتتبنى فكرهم وطموحاتهم. ومن المؤسف أن لايزال الممثل والمنتج الشاب خارج خارطة الأعمال السعودية، بسبب عدم منحه الفرصة الكاملة بجميع تسهيلاتها المادية والفكرية التي تمكنهم من إبراز مواهبهم المغيبة عن الحضور في المسلسلات التي تحكي قضايا مجتمعهم ومعاناة جيلهم وهمومه، وإبراز أدائهم بشكل لافت في الأعمال الخليجية والعربية، حتى أصبح عدد منهم مطلباً للمنتجين الخليجيين والعرب. فاستمرارية تغييب الشباب عن الدراما المحلية ستعيق من تطور هذا الفن في بلدٍ تعج بالمواهب التي تزداد يومياً، وستبقى في مكانها الحالي من دون أن تسجل حضوراً على المستوى العربي. ورغم معاناة الدراما المحلية من عوائق عدة تقف أمام تطورها اذكر منها اثنين فقط هنا، مثل فكر شريحة كبيرة من المجتمع والمسؤولين الذين لا يتقبلون أن يشاهدوا عملاً سعودياً أو ممثلاً يلامس موضوعاً حساساً في المجتمع بقصد معالجته من خلال عمل درامي رغم إيمانه بوجود هذه المشكلة، لكنه يتقبله من الأعمال الأخرى مثل التركية أو الخليجية والعربية ويثني عليها ويجعلها مضرباً للأعمال الفنية الخالدة! وأيضاً عدم وجود تلفزيونات متخصصة مقارنة بدولة الكويت الحبيبة التي لديها أكثر من خيار للمنتج لطرح أعماله وأفكاره حيث يوجد قناة الراي وقناة الوطن وقناة فنون وقنوات فضائية أخرى غير تلفزيون دولة الكويت، وجميعها تدعم المنتج الكويتي وتضع له التسهيلات لتطور الدراما الكويتية عكس المنتج السعودي الذي يصب كل آماله وأحلامه على باب واحد وهو الله ثم التلفزيون السعودي فقط ولا خيار آخر أمامه، ولكن رغم كل هذه العوائق إلا أنني واثق تمام الثقة لو أتيحت الفرصة للمنتجين الشباب والممثلين الشباب بقيادة دفة الإنتاج للدراما السعودية سوف يحققون نقلة نوعية من ناحية الفكر والإخراج والأداء التمثيلي والكتابة وجميع الأدوات الدرامية، فقط نحتاج فرصة كاملة مالية وفكرية لمنتجين شباب، ولكن كل ما أستطيع قوله إلى الآن أملنا مازال قائماً في ظل وجود مسؤولين في التلفزيون سيولون قيادة الفن للشباب.