يابني، أنصحك ونفسي بالزواج من امرأة تحسن الطبخ، تخشى الشارع ولا قرابة لها. قلت: يا شيخي، زادنا الله فضلاً من علمك وفيض خبرتك، كنت أظنك تشجع عمل النساء وتقف إلى جانبهن! قال: هو ذاك، إلا أن المطاعم أرهقتني، والتسمم أمرضني، والزحام ضيّع وقتي ولو كانت أم ميسون مستقرة في منزلها، متفرغة لمطبخها لوفرت مالي وكسبت راحتي وحُسن غذائي. حدثنا صمنترة بن حيزبون فقال: تزوجت نساءً كثر فكأنني أجول مطابخ الدنيا وأتذوق النعم مجتمعة فلا تركنوا إلى واحدة ترهقكم، وأكثروا منهن فتشغلهن الغيرة عنكم ويتسابقن إلى رضاكم. وسمعت بنكوكي المصرقع يقول: تشددت على امرأتي في الحجاب، وأظهرت عليها الغيرة وما قصدي إلا التنعم بالراحة والتلذذ بوجباتها إن التفتت إلى المطبخ. وبلغني أن هبنقة غادر الرياض إلى ضواحيها هرباً من ارتياد المطاعم ونفقاتها. وقبض ديوان العمل على رجل من أهل «حافز» يتغدى في مطعم فاخر فقيل له: أتطلب المساندة ثم تبذرها في المطاعم؟!. وحدثني سبنطط البرطوع فقال: ما شهدت أسوأ من الأسواق هذه الأيام ففيها تبضع وفيها أكل فلا تخرج منها إلا بخسران مبين وغرامة مضاعفة. ويعلم الله أن الجميع يخرج مسرورا أما أنا فأعود بحسرتي وخيبتي. ونصحنا صديقنا الهتلاني فقال: انتبهوا لأنفسكم فإن الأسواق بما فيها من بدعة الإرجاع والتبديل ستقصم ظهوركم؛ إذ يستدرجون نساءكم ومن بعدها تنفتح جيوبكم وتطير أموالكم. وسمعت رجلاً يقول: تفتّتت أسرتي بعد شيوع بدعة المطاعم في الأسواق فتركت أمرهم إلى السائق ولم أعد أشاركهم شيئاً من نشاطاتهم حتى أسواق «طيبة» و«العويس» لم تسلم من ذلك. وكانت برصيصة تقول: والله ما كنا للبطاطس آكلين فما بال عرباتها في كل زاوية فلا نجد مفرا من الرضوخ لرغبات صبياننا. يا بني، الأسواق، اليوم، آفة لا يدخلها عاقل إلا من كانت أمواله تجيء دون حق!